تعتبر التجاعيد أول علامة منبهة للشيخوخة، ولكن لا يصاب بها الجميع بنفس المعدل، حيث تظهر لدى بعض الأشخاص التجاعيد الأولى في أوائل العشرينات من عمرهم، بينما قد يتباهى البعض الآخر بمظهر شبابي ووجه ناعم في سن الشيخوخة.
لماذا تتشكل التجاعيد؟
قالت الدكتورة ديبرا جاليمان، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في نيويورك وعضو الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، إن العلماء لم يستطيعوا تحديد إجابة واحدة على هذا السؤال، حيث إن جلد الإنسان عضو معقد ويمكن أن تؤثر العديد من العوامل على مظهره.
وأوضحت جاليمان أن الجلد يتكون من صفائح متعددة من الأنسجة مقسمة إلى ثلاث طبقات البشرة في الأعلى، والأدمة في المنتصف، واللحمة في الأسفل، وتكون الأدمة أكثر سماكة من البشرة واللحمة، لأنها تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية والغدد العرقية وبصيلات الشعر والبروتينات التي تدعم البنية العامة للبشرة.
وأشارت ديبرا جاليمان إلى أن التجاعيد تبدأ في الظهور عندما تبدأ هذه المكونات الهيكلية للأدمة في التدهور، وهي عملية تُعرف على نطاق واسع باسم شيخوخة الجلد، مضيفة أن توقيت ظهور التجاعيد المرتبطة بالعمر يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الوراثة ونمط حياة الشخص.
وأوضح الدكتور جيني مانسبرغ، طبيب الرعاية الأولية أنه كلما تقدم الشخص في العمر، يبدأ عدد الخلايا في الجلد التي تنتج الكولاجين والإيلاستين، والمعروفة باسم الخلايا الليفية، في الانخفاض وتصبح الخلايا الليفية المتبقية أقل إنتاجية، كما يتم تكسير البروتينات الهيكلية الموجودة في الجلد بواسطة الإنزيمات بمعدل أعلى مما كانت عليه في الماضي، فيصبح من الصعب على الجلد الاحتفاظ بالرطوبة فتظهر التجاعيد أكثر وضوحًا.
عوامل تؤدي إلى ظهور التجاعيد
يقول مانسبرغ إن هناك عوامل أخرى بخلاف التقدم في العمر تساهم في تكوين التجاعيد وتقع تحت سيطرتنا، مثل التعرض المفرط لأشعة الشمس الذي يسرع شيخوخة الجلد، لأن أشعة الشمس فوق البنفسجية تسبب الالتهابات وتلف الحمض النووي في خلايا الجلد، وهذا لا يؤدي إلى تكوين التجاعيد فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى سرطان الجلد، ولذلك يعتبر واقي الشمس مهمًا جدًا .
وأشارت الدكتورة ديبرا جاليمان إلى أن التعرض لتلوث الهواء وتدخين السجائر يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تكوين التجاعيد عن طريق تحفيز الإجهاد التأكسدي، وهي حالة من عدم التوازن بين إنتاج الخلايا والقضاء على الجزيئات الضارة التي تسمى الجذور الحرة.
وأوضحت جاليمان أن الجذور الحرة هي منتجات ثانوية لتحلل الأكسجين في الجسم، وإذا لم يتم التصدي لها بواسطة مضادات الأكسدة، سواء التي يتم إنتاجها في الجسم أو تناولها في الطعام والشراب، فإن هذه الجزيئات شديدة التفاعل يمكن أن تلحق الضرر بالمكونات الهيكلية للبشرة، لذلك يعتبر اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، حلًا جيدًا يساعد على إبطاء تكوين التجاعيد.
اقرأ أيضاً:
ما الذي يسبب الكدمات؟ ولماذا يتغير لونها؟
لحياة بجودة أعلى.. تدشين مسارات الدراجات الهوائية بالمدينة المنورة
10 دول يرغب الشباب الأمريكي في الانتقال للعيش بها