يونيو ٢٩, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
قنبلة إيران النووية.. فرص بناء السلاح السري بعيدًا عن الرقابة الإسرائيلية

بعد الضربات العسكرية المدمرة التي استهدفت برنامجها النووي، تواجه إيران خيارًا استراتيجيًا، إما القبول بتسوية دبلوماسية، أو إعادة إحياء مشروعها السري لامتلاك القنبلة النووية. وفي الوقت الحالي تتزايد تساؤلات العلماء حول مدى قدرة إيران على إخفاء تصنيع القنبلة النووية عن أعين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية التي أثبتت قدرتها على اختراقها مرارًا.

ومن جهتها، ترى القيادة الإيرانية أن امتلاك القنبلة النووية هو الضمان الوحيد لبقاء النظام في مواجهة التهديدات الخارجية، خاصة بعد أن أظهرت الضربات الأخيرة عجز دفاعاتها الجوية. ومن جهة أخرى، فإن أي محاولة سرية ستجري تحت رقابة لصيقة، حيث سيكون أي خطأ في إخفاء الأنشطة بمثابة دعوة لشن هجمات استباقية جديدة قد تكون أكثر تدميرًا.

لماذا يصعب على إيران إخفاء مشروع القنبلة النووية؟

بحسب ما نقلته شبكة “إن بي سي” عن إريك بروير، وهو مسؤول استخبارات سابق يعمل الآن في مبادرة التهديد النووي، يشكل التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي التحدي الأكبر أمام أي محاولة إيرانية سرية لصنع القنبلة النووية. فقد أثبت الكيان المحتل على مدى السنوات الماضية قدرة لافتة على التغلغل في عمق المؤسسة الأمنية والعلمية في إيران. ومن أبرز الأمثلة على ذلك اغتيال كبير العلماء النوويين، محسن فخري زاده، في عام 2020 باستخدام رشاش يتم التحكم فيه عن بعد، وهي عملية أظهرت وصولًا استخباراتيًا وتقنيًا متقدمًا.

من ناحية أخرى، تمكن الموساد من سرقة الأرشيف النووي الإيراني بالكامل في عام 2018، والذي كشف عن خطط مفصلة لمشروع الأسلحة السري المعروف بـ “مشروع عماد”. ويؤكد الخبراء، مثل ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق مارك بوليمروبولوس، أن إسرائيل تتمتع بـ “سيطرة استخباراتية كاملة على إيران”، وأنها لن تتردد في القضاء على أي تهديد تراه، سواء عبر عمل عسكري مباشر أو عمل سري.

رحلة البرنامج النووي الإيراني

لتقييم قدرات إيران الحالية، لابد من انظر في تاريخ برنامجها النووي. فمن المفارقات أن البرنامج بدأ في ستينيات القرن الماضي بمساعدة أمريكية ضمن برنامج “الذرة من أجل السلام” في عهد الشاه. لكن بعد ثورة 1979، تحول البرنامج ليصبح مصدر قلق دولي. وقد كشفت وكالات استخبارات غربية أن إيران كان لديها مشروع سري لتطوير أسلحة نووية لأكثر من عقدين، لكن هذا المشروع تم التخلي عنه في عام 2003 بعد كشفه عبر صور الأقمار الصناعية، وتزامنًا مع الغزو الأمريكي للعراق.

ومنذ ذلك الحين، حافظت إيران على ما وصفته ببرنامج نووي مدني، لكن أنشطة تخصيب اليورانيوم منحتها القدرة على الوصول إلى “عتبة” امتلاك السلاح النووي. إلا أن هذا البرنامج تعرض لضربات مدمرة في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت غارات إسرائيلية كافة المواقع النووية المعروفة، تبعتها ضربات أمريكية استخدمت فيها 14 قنبلة خارقة للتحصينات، مما ألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية، خاصة في منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

هل لا تزال إيران تملك خيار القنبلة النووية؟

على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق ببرنامجها، يرى الخبراء أن قرار إيران بالسعي نحو القنبلة النووية هو قرار سياسي في المقام الأول وليس تقنيًا. فالدافع الآن أصبح أقوى من أي وقت مضى؛ حيث يرى بعض المحللين أن القيادة الإيرانية قد تستنتج أن امتلاك السلاح النووي هو السبيل الوحيد لردع أي هجوم مستقبلي وضمان بقاء النظام.

ومن الناحية الفنية، لا تزال إيران تمتلك بعض القدرات الأساسية. فوفقًا للتقارير، لا يزال لديها مخزون غير محدد بالكامل من اليورانيوم عالي التخصيب، وعدد غير معروف من أجهزة الطرد المركزي المخزنة في مواقع لم يتم قصفها. ومع ذلك، فإنها تواجه عقبة تقنية كبيرة، وهي إنتاج معدن اليورانيوم، حيث إن المنشأة الوحيدة المعروفة لديها لهذا الغرض في أصفهان قد تم تدميرها. وبدون هذه القدرة، لا يمكن إنتاج القنبلة النووية.

ولذلك فإن أي محاولة سرية من إيران ستمثل مقامرة خطيرة. فكما نجحت دول أخرى مثل باكستان وكوريا الشمالية في بناء برامجها سرًا، فإن الوضع الإيراني مختلف تمامًا بسبب الرقابة الاستخباراتية الشديدة المفروضة عليها.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

بعد مطالبة لبنان بتمديد ولايتها.. ما هي قوات اليونيفيل؟

المقالة التالية

إطلاق برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي 2025.. أبرز التفاصيل