منذ سنوات، بات الاتجاه العالمي نحو استخدام مصابيح LED يتوسع، بغرض تقليل استهلاك الطاقة.
ويتوافق ذلك مع الاتجاهات العالمية نحو التحول الأخضر، والذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتقليل معدلات التلوث.
ولكن على الرغم من تلك الجهود، إلا أن الاستهلاك العالمي للطاقة يزداد، ما يترك علامات استفهام حول السبب، بحسب “بي بي سي“.
ولكن بالنسبة للشركات والمناطق التجارية، كان التحول نحو استخدام مصابيح “ليد” ليس كبيرًا، ويرجع ذلك إلى التكلفة المرتفعة.
ويقول إيمون باريت، وهو مالك ورشة عمل ومقصف ومجموعة مكاتب، إنه أنفق ما يقرب من 11 ألف دولار على الإضاءة الجديدة في ممتلكاته.
وتتراوح مساحة ممتلكات باريت من 6 إلى 7 آلاف قدم مربع، ويقول باريت إنه يحتاج لثر من 7 سنوات لتعويض المبالغ التي أنفقها.
استهلاط الطاقة يرتفع
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مصابيح ليد شكّلت 50% من مبيعات الإضاءة على مستوى العالم، خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، فاستهلاك الطاقة بسبب الإضاءة آخذ في الزيادة بدلًا من الانخفاض.
ويرجع ذلك إلى أن المزيد من الأشخاص حول العالم يقومون بتركيب إضاءات الليد، أكثر من أي وقت مضى.
ووفق شيفيكا ميتال، من معهد غرانثام بجامعة إمبريال كوليدج في لندن، فإن كل أسرة بدأت في زيادة استخدامها من لمبات الليد، وهو ما يجعل تأثير التحول إلى هذا النوع غير واضح..
وتُشير ميتال إلى أن التحول لاستخدام مصابيح ليد ليس كبيرًا في المباني التجارية، على عكس السكنية منها.
وتُشير إلى أن السياسات الحكومية يمكن أن تساعد في تشجيع الشركات على التحول إلى هذا النوع من المصابيح.
ولكي يحقق التحول التأثير المنشود، تقترح ميتال أن يتم تعميم الأنظمة الذكية، مثل أجهزة استشعار الحركة.
وتعمل هذه الأجهزة عن طريق الإحساس بالحركة البشرية، وبناءً عليها تضيء وتطفيء المصابيح.
ويمكن أن يساعد ذلك في خفض استهلاك الطاقة العالمي للإضاءة، بحسب ميتال.
كفاءة مصابيح LED
تُقاس كفاءة مصابيح ليد بما يسمى “عدد اللومن” وتعني كمية الضوء المرئي المنبعث، والتي ينتجها لكل واط من الطاقة المستهلكة.
وبحسب كبير مديري تسويق المنتجات في شركة Cree LED، بول شيدت، كانت مصابيح الليد بقوة 20 لومن لكل واط فقط، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي مارس الماضي، أعلنت شركة Cree LED عن مصابيح LED بيضاء توفر 228 لومن لكل واط.
والفارق بين مصابيح الليد والمصابيح التقليدية، هي مصير استخدام الطاقة المستهلكة.
ففي حين تستخدم مصابيح ليد الطاقة في إنتاج الفوتونات أي الضوء، تُهدر المصابيح الأخرى حوالي 90% من الطاقة كحرارة.
وتختلف مصابيح ليد البيضاء عن تلك ذات الألوان الدافئة من حيث الكفاءة، التي تنخفض في النوع الثاني.
ولكن المصابيح الدافئة يمكن أن تنتج حوالي 160 لومن لكل واط لمصابيح بيضاء دافئة، مع درجة حرارة لون تبلغ 2700 كلفن، بحسب شيدت.
ويتوقع شيدت أن تشهد تلك لمصابيح الدافئة تطورًا خلال العقدين المقبلين، بحيث تتم مضاعفة كفاءة إضاءتها.
سلبيات مصابيح ليد
تظل إحدى المشكلات الأساسية في لمبات ليد، هي الضوء الأزرق المرتبط بمشكلات صحية مثل النوم المتقطع وغيرها.
وينبعث الضوء الأزرق من كلا النوعين من لمبات ليد، ذات الإضاءة البيضاء والدافئة.
وتفسر الدكتورة كارولينا زيلينسكا دوبكوسكا، من جامعة غدانسك للتقنية، تأثير ذلك على الإنسان، قائلة إن أعيننا تحتوي على مستقبلات ضوئية حساسة بشكل خاص للون الأزرق.
وترى دوبكوسكا أن تلك المصابيح بحاجة إلى التحسين ، خصوصًا وأن بعضها يكون شديد السطوع.
وتُشير إلى أن القائمين على إنتاج مصابيح ليد أخطأوا باختيار وحدات الإنارة ذات اللون الأزرق المستخدمة فيها، وهذا يجب تغييره.
اقرأ أيضًا
لماذا يؤثر التعرض للضوء طوال اليوم على الصحة العقلية؟
متى دخلت المصابيح الكهربائية للمسجد النبوي.. وكيف تطورت الإنارة الآن؟
الضوء الأبيض أم الضوء الأصفر أيهما أفضل للعيون؟