تكشف أحدث البيانات الصادرة عن رابطة الصلب العالمية عن تطورات مثيرة في خريطة الإنتاج العالمي للصلب، حيث تواصل بعض الدول ترسيخ هيمنتها بينما تسعى أخرى لتعزيز مكانتها في هذا القطاع الحيوي.
تواصل الصين ترسيخ مكانتها كقوة صناعية عالمية لا منازع لها في قطاع الصلب، حيث أنتجت 1.005 مليار طن من الصلب الخام في عام 2024. هذا الرقم المذهل يعادل تقريباً إنتاج جميع الدول الأخرى مجتمعة، مما يؤكد الهيمنة الصينية المطلقة على هذا القطاع الاستراتيجي.
مجموعة China Baowu Group وحدها أنتجت 130.1 مليون طن، وهو رقم يفوق إنتاج معظم الدول الأخرى بأكملها. رغم ذلك، تسعى بكين إلى تقليل إنتاج الصلب بما يصل إلى 50 مليون طن هذا العام كجزء من استراتيجية لكبح “التوسع الأعمى” وتحسين جودة الإنتاج.
تحتل الهند المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج 149.4 مليون طن، مدفوعة بنمو 8% في استهلاك الصلب بقيادة مجموعة Tata Steel. اليابان تأتي ثالثة بـ 84 مليون طن بقيادة Nippon Steel، بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الرابعة بـ 79.5 مليون طن. روسيا وكوريا الجنوبية تكملان قائمة أكبر ست دول منتجة للصلب.
يواجه قطاع الصلب العالمي تحديات متعددة، أبرزها الفائض في الإنتاج والتوترات التجارية المتزايدة. الصين تصدر 110.72 مليون طن سنوياً، مما يثير قلق المنتجين في دول أخرى من تأثير الأسعار المنخفضة على أسواقهم المحلية. هذا الوضع يطرح تساؤلات مهمة حول الأمن الاقتصادي والاستقلالية الصناعية للدول، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
مع إجمالي إنتاج عالمي بلغ 1.884 مليار طن في 2024، تستمر صناعة الصلب في إعادة تشكيل التوازنات الاقتصادية والصناعية على مستوى العالم.