يوليو ١٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
هل يغير التوتر بين ترامب وبوتين مسار الحرب في أوكرانيا؟

في تحول مفاجئ للعلاقات بين ترامب وبوتين، أعلن الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع أنه “سئم” من “هراء” الرئيس الروسي، معلنًا نهاية التوافق بينهما والذي استثمر فيها لسنوات. هذا الانقلاب، الذي جاء بعد أن تجاهل فلاديمير بوتين كل محاولات ترامب للوساطة في حرب أوكرانيا، يضع السياسة الأمريكية تجاه روسيا في مفترق طرق حاسم، ويفتح الباب أمام إمكانيات جديدة ومخاطر كبيرة.

فبعد سنوات من الإشادة المتبادلة، يواجه ترامب الآن خصمًا لا يرحم، يرد على الضغوط ليس بالخطابات، بل بتكثيف الهجمات على كييف، في رسالة واضحة للبيت الأبيض. والسؤال الذي يطرحه المحللون الآن هو: كيف سيؤثر هذا الخلاف الشخصي بين ترامب وبوتين على السياسة الأمريكية تجاه الحرب، وعلى المشهد الجيوسياسي العالمي بأكمله؟

لماذا انقلب ترامب على بوتين؟

يرجع سبب هذا التحول في الإحباط المتزايد لدى ترامب من رفض بوتين المستمر لجميع العروض التي قدمها لإنهاء الحرب في أوكرانيا. لقد أمضى ترامب سنوات في محاولة بناء علاقة شخصية مع الزعيم الروسي، مشيدًا بقوته وذكائه. وحتى بعد عودته إلى منصبه وانقلابه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قدم ترامب شروطًا وُصفت بأنها “سخية للغاية” لوقف إطلاق النار، لكن بوتين تجاهلها جميعًا.

ويبدو أن ترامب قد أدرك أخيرًا ما حاول العديد من المحللين إقناعه به لسنوات: أن منطق بوتين لا يقوم على إبرام “الصفقات” بالطريقة الغربية. فالزعيم الروسي يرى في الصراع تصحيحًا لـ”خطأ تاريخي”، مدفوعًا بمظالم تعود إلى سقوط جدار برلين، ورغبته في منع وجود حكومة ديمقراطية في كييف ووقف توسع حلف الناتو. ومن هذا المنظور، ربما لم يكن بوتين ينوي إنهاء الحرب أبدًا، وقد تكون الآن قد أصبحت مصيرية لبقائه السياسي.

الخطوة التالية لترامب.. بين التصعيد والاحتواء

يفتح إحباط ترامب من بوتين الباب أمام سيناريوهين محتملين للسياسة الأمريكية. السيناريو الأول هو زيادة الضغط على روسيا. فكما قال الخبير تشارلز كوبتشان، قد يكون ترامب قد أدرك الآن أنه “عليه أن يضغط أكثر على روسيا إذا أراد التوصل إلى اتفاق”. وقد يشمل هذا الضغط زيادة كبيرة في شحنات الأسلحة والذخائر الأمريكية إلى أوكرانيا، بما في ذلك صفقة صواريخ باتريوت التي أعلن عنها ترامب مؤخرًا عبر حلف الناتو. كما قد يدعم البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة وصارمة على روسيا والصين والهند.

أما السيناريو الثاني، فهو أن يكون غضب ترامب مؤقتًا وشخصيًا، لأنه حُرم من فرصة تحقيق “صفقة” تاريخية تعزز من صورته كصانع سلام. وفي هذه الحالة، قد يعود إلى “تجزئة” العلاقة مع بوتين، فيتعاون معه في الملفات الاقتصادية بينما يترك حرب أوكرانيا تستمر دون تدخل أمريكي كبير، وهو ما يسمح لروسيا بالخروج من عزلتها جزئيًا.

هل غيّر الصراع مع إيران نظرة ترامب لبوتين؟

شهدت الخلفية الجيوسياسية تحولاً في الأسابيع الأخيرة قد يؤثر على العلاقة بين ترامب وبوتين. فالضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة على إيران، رغم الجدل حول نتائجها، كانت استعراضًا للقوة العسكرية الأمريكية. وقد تكون هذه الخطوة قد عززت من مكانة ترامب كأقوى زعيم في العالم، وغيرت من نظرته للزعيم الروسي، فلم يعد يراه كرجل قوي يُحتفى به، بل كزعيم لقوة أدنى.

وعلى الرغم من الخطاب المتصاعد، لم تنقطع القنوات الدبلوماسية بالكامل. فقد التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره الروسي سيرجي لافروف، وأعرب له عن “خيبة أمل وإحباط” ترامب، لكنه أشار أيضًا إلى أن روسيا توصلت إلى “نهج جديد ومختلف”.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

بعد نفي نبأ اعتزاله.. نظرة على مسيرة عبدالله عطيف

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أفضل الدول في الموازنة بين العمل والحياة