تستعد روسيا وأوكرانيا لاستئناف محادثاتهما المباشرة في إسطنبول، حول إنهاء الحرب، يوم الاثنين، ولكن الأمل في تحقيق اختراق أصبح ضئيلًا للغاية.
وفقًا لتحليل قدمه ماتيو تشانس، محلل الشؤون الدولية في شبكة “CNN”، فإن الوضع قد ازداد تعقيدًا في أعقاب ما يبدو أنها هجمات واسعة النطاق بطائرات مسيرة أوكرانية ضد قواعد استراتيجية في عمق الأراضي الروسية.
ويشير “تشانس” أنه “حتى قبل الضربات الأخيرة، التي استهدفت طائرات روسية استراتيجية على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية، رفض الكرملين ما يريده بالضبط مقابل إنهاء ما يسميه العملية العسكرية الخاصة”.
أوضح المسؤولون الروس شروطهم المتشددة، والتي تشمل السيادة على جميع الأراضي المضمومة، ونزع سلاح أوكرانيا، ورفع العقوبات فورًا، وما يسميه الكرملين “إزالة النازية”، وهو ما ينطوي على ضمان حقوق الناطقين بالروسية، فضلًا عن إزاحة المخاوف بشأن توسع حلف الناتو نحو الحدود الروسية، لا سيما أوكرانيا، بالإضافة إلى مصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في الخارج.
وتتزامن هذه التطورات مع ما يبدو أنه نجاح أوكراني مذهل، حيث عززت أوكرانيا موقفها في هذه الجولة الثانية من المحادثات المباشرة من خلال تدميرها الظاهر للقاذفات الاستراتيجية الروسية وأصول جوية حيوية أخرى.
وقد حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد بعض مواقف أوكرانيا، بما في ذلك وقف إطلاق نار غير مشروط وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلوا إلى روسيا.
ومع ذلك، تظل المطالب الروسية بسحب القوات الأوكرانية من الأراضي التي تطالب بها روسيا ولكنها لم تحتلها بعد، غير مقبولة، بل وأكثر من ذلك الآن بعد أن أظهرت أوكرانيا قدرتها على ضرب عمق خلف خطوط الجبهة.
وقبل الضربات الأوكرانية الأخيرة بطائرات مسيرة، كانت روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا فيما يبدو أنها المراحل المبكرة لهجوم صيفي جديد.
وفي ليلة السبت، شنت روسيا أكبر هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، شمل 472 طائرة مسيرة، وفي يوم الأحد، أسفرت ضربة صاروخية روسية عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 60 في موقع تدريب للجيش الأوكراني.
في خضم كل هذا، يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتاد التباهي بقدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، نفسه مراقبًا من الهامش.
ويلاحظ “تشانس” أن “لا ضغوطه على القائد الأوكراني، الذي وبخه ترامب في المكتب البيضاوي، ولا توبيخه الأخير لحاكم الكرملين، يبدو أنها دفعت الطرفين أقرب إلى اتفاق سلام”.
ورغم أن “ترامب” لا يزال لديه نفوذ قوي، مثل فرض عقوبات جديدة صارمة، أو تعديل المساعدات العسكرية الأمريكية، فإنه يبدو مغريًا له ببساطة الابتعاد عن هذه الفوضى، خاصة أنه يصر أن هذه “حرب بايدن”، أو “حرب بوتين وزيلينسكي”.
لكن ماتيو تشانس يحذر من أن “الابتعاد قد لم يعد خيارًا”، ويضيف: “على الأقل ليس الابتعاد دون عواقب”.
ويضيف “تشانس” أن “إصرار ترامب على إنهاء الصراع الأوكراني، بالإضافة إلى تدخلاته الشخصية مع القادة الأوكرانيين والروس، يعني أن ترامب والولايات المتحدة مرتبطان الآن بشكل لا ينفصم بالنتيجة”.