logo alelm
إنفوجرافيك| 4 أسباب غيّرت موقف فرنسا من إسرائيل

يرى محللون أن موقف فرنسا من إسرائيل شهد تحولًا جذريًا في الآونة الأخيرة، مدفوعًا بجملة من العوامل الإنسانية والسياسية والاستراتيجية.

وفي مداخلة له اليوم الخميس، مع قناة “الإخبارية”، حدد الدكتور رامي العلي، أستاذ الفلسفة السياسية، أربعة أسباب رئيسية تقف خلف هذا التغيير الملحوظ في الخطاب والممارسة الدبلوماسية لباريس، والذي يتزامن مع تصعيد في حدة التصريحات بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويأتي هذا التحول في وقت حذر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددًا، يوم أمس الأربعاء، من خطورة الهجوم العسكري الذي تعد له إسرائيل في غزة، واصفًا إياه بأنه لن يؤدي إلا إلى “كارثة” للشعبين.

تحليل موقف فرنسا من إسرائيل في ضوء التطورات الأخيرة

أوضح الدكتور رامي العلي أن السبب الأول يتمثل في المشاهد المؤلمة القادمة من قطاع غزة واستهداف المدنيين، وما وصفه بحرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، مشيرًا أن هذا التوصيف بات يستخدمه مسؤولون وقادة سياسيون في أوروبا وفرنسا، أما السبب الثاني فيرتبط بالمعادلة الصفرية التي تفرضها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي لا تترك أي أفق لحل سياسي، خاصة مع تبجح نتنياهو برفضه لحل الدولتين، الذي تعتبره فرنسا المخرج الوحيد من الأزمة.

وأضاف أن السبب الثالث يتعلق بالتغير العميق في الرأي العام الفرنسي، وتحديدًا بين فئة الشباب الذين تصلهم صور المجاعة ومعاناة الأطفال والنساء في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما خلق ضغطًا شعبيًا كبيرًا.

ويتمثل السبب الرابع وفقًا لأستاذ الفلسفة السياسية في القناعة الفرنسية بأن أي محاولة إسرائيلية لاحتلال قطاع غزة ستؤدي إلى حرب طويلة الأمد لا نهاية لها، وأن هذه الحرب تخدم الأجندة السياسية لنتنياهو شخصيًا أكثر من خدمة مصالح كيان الاحتلال، مما خلق فجوة عميقة أثرت على موقف فرنسا من إسرائيل.

وأدت هذه التطورات إلى زيادة التوتر مع تل أبيب، حيث اتهم نتنياهو الرئيس ماكرون في رسالة رسمية بـ”تأجيج معاداة السامية” بسبب نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورد قصر الإليزيه بحدة، واصفًا بيان نتنياهو بأنه “خاطئ ووضيع”، وأكد أن “هذا وقت الجدية والمسؤولية، وليس وقت الخلط والتلاعب”.

وتؤكد باريس، الداعم القديم لحل الدولتين، أن خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية تهدف إلى إحياء آفاق السلام، وقد رحبت السلطة الفلسطينية بالموقف الفرنسي، وأدانت بشدة مزاعم نتنياهو، معتبرة اتهاماته “غير مبررة ومعادية للسلام”.

ويأتي هذا الخلاف ليعكس بوضوح مدى التباعد في موقف فرنسا من إسرائيل عن المسار الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهو ما يفسر التحذيرات الفرنسية المتكررة والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى غزة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ماذا لو تجاوزت نسبة الغياب 10% خلال الدراسة في المملكة؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| كم يبلغ عدد الطلاب في مناطق المملكة؟