تشهد مدينة خانيونس الواقعة في جنوبي قطاع غزة معارك عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في محاور مختلفة من القطاع.
في هذا الموضوع، نقدم لكم أبرز المعلومات عن مدينة خانيونس وأشهر معالمها، وجانب تاريخي من نضالها ضد الاحتلال.
موقع مدينة خانيونس
يفصل خانيونس عن الحدود المصرية نحو 10 كيلومترات، وهي ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة من حيث المساحة وعدد السكان.
تقع خانيونس على ارتفاع 50 مترًا عن سطح البحر، ومناخها شبه صحراوي ساحلي، ما يجعلها تتميز بقلة الأمطار الشتوية وتطرفها النسبي.
تسمية خانيونس
كلمة خانيونس مكونة من كلمتين الأولى (خان) وهي تعني الفندق، والثانية (يونس) نسبة إلى مؤسس الخان الأمير يونس النوروزي الدوادار الذي أقام الخان عام 1387م، وقد بنيت المدينة على أطلال مدينة قديمة كانت تعرف باسم جنيسس.
ارتبطت النشأة الأولى للمدينة بالعصر اليوناني، حين أسّس اليونان مدينة ساحلية عرفـت باسم “جينسس”، كما ارتبطت نشأة خانيونس بالمماليك الجراكسة، وبالسلطان المملوكي برقوق.
ولمّا كان النشاط التجاري غالباً على النشاط الحربي للقلعة؛ غلب اسم الخان على اسم القلعة وعرفت المدينة بـ “خانيونس” بعد وقت قصير من بناء القلعة.
معالم خانيونس
تعد قلعة برقوق أبرز معالم مدينة خانيونس، وقد أنجزت عام 789هـ-1387م، وبنيت على شكل مجمع حكومي كامل، وهي حصينة متينة عالية الجدران، وفيها مسجد وبئر، أقيم نزل لاستقبال المسافرين، وإسطبل للخيول، ويوجد على أسوار القلعة أربعة أبراج للمراقبة والحماية.
كما يعد أيضًا مقام إبراهيم الخليل الذي يقع في قرية عبسان الكبيرة من أبرز معالم خانيونس.
وإلى الجنوب من المقام مباشرة توجد أرضية من الفسيفساء الملونة الجميلة ذات رسوم تنوعت ما بين طيور، أوراق نباتية، ولفائف زخرفية، وكتابات وزخرفة الصليب المعقوف “المفروكة ” ويرجع تاريخ هذه الأرضية إلى عام 606م.
تاريخ مدينة خانيونس
في العهد المملوكي كانت مدينة خان يونس تابعة للواء غزة، وشاركت منذ نشأتها في الأحداث الجسام التي مرّت بها مصر وبلاد الشام.
تعاون الأهالي مع المماليك، وجدد العثمانيون القلعة، وأقاموا فيها حامية عسكرية، واستبقوا جزءاً منها نزلاً للتجار والمسافرين وعابري السبيل، كما كانت بوابة الشام للقادمين من مصر، وآخر منازل الشام الرئيسة للمسافرين لمصر وبلاد المغرب.
ومن أهم المشاركات التاريخية والعسكرية للمدينة، التصدي للغزو البريطاني؛ ما اضطرّ البريطانيين إلى ضرب قلعتها بنيران المدفعية التي أدت إلى تهدمها، وتعمّد الإنجليز إهمال ترميم القلعة.
ومن هنا تحوّلت الأراضي الواقعة داخل القلعة إلى ملكيات خاصة، فأزال الناس بقايا الخان المتهدم، وأسوار القلعة نفسها، والتي كان آخرها السور الجنوبي الذي أزيل تدريجياً بعد احتلال القوات الإسرائيلية للمدينة بعد حرب 1967م.
واستقبل أهالي مدينة خان يونس في أعقاب حرب 1948م نحو 50 ألف لاجئ من إخوانهم الفلسطينيين، الذين لا يزالون يقيمون في معسكراتهم بالمدينة انتظارًا للعودة إلى مدنهم وقراهم السليبة.
وساهمت بشكل فعال في حربي عامي 1956م و1967م، حيث كانت من أكثر المدن صموداً وتصدياً، فعاقبها جيش الاحتلال سنة 1956م بارتكاب مجزرة بشعة فوق ترابها الطاهر، وفي عام 1967م، قرر جيش الاحتلال عدم السماح للمدينة بتجديد أو ترميم بنيتها التحتية بسبب صمودها.
فضلاً عن سيطرة إسرائيل على الامتداد الإقليمي للمدينة بالاستيطان وسلب المياه ومحاصرتها؛ حتى لا تضطلع بدورها النضالي مرة أخرى.
اقرأ ايضا :
سيناريو مصير بايدن بعد فتح تحقيق رسمي لعزله