على الجانب الآخر في القارة السمراء يوجد علاقة من نوع خاص بين البشر أو على الأخص بين سكان قرية معينة، وبين أحد الكائنات التي لا يأمن البشر الاقتراب منها، فما تفاصيل القصة؟
علاقة مختلفة مع التماسيح
في قرية بازول في بوركينا فاسو، غرب إفريقيا، يشهد العالم علاقة فريدة بين الإنسان والتماسيح، حيث يتفاعل سكان القرية مع أكثر من 100 تمساح.
يرتبط أصل هذه العلاقة بالتراث المحلي، حيث يعود تاريخها إلى القرنين الرابع عشر أو الخامس عشر، عندما كانت المنطقة تعاني من الجفاف ونقص المياه.
وفقًا للأسطورة المحلية، تبعت النساء حركة التماسيح واكتشفن بركة ماء خفية، مما أنقذ القرويين وأسسوا فيما بعد قريتهم الجديدة.
مهرجان كامل للتساميح
منذ ذلك الحين، نشأت علاقة غير عادية بين السكان والتماسيح، تتسم بالثقة المتبادلة والاحترام، ولم تُسجل أي حوادث قاتلة في الفضاء المشترك بينهما خلال السبعين عامًا الماضية.
يُحتفل بالتماسيح في القرية بمهرجان سنوي يُعرف باسم “كوم لاكري”، حيث يُقدم القرويون تضحيات ويُصلون للتماسيح لطلب الرفاهية والرخاء وحصاد جيد.
احترام وتقديس أهل القرية للتماسيح
تتمثل تماسيح بازول في نوع معين يُعرف باسم “تمساح الصحراء”، وهم أصغر حجمًا وأقل عدوانية مقارنة بالتماسيح النيلية.
يُعتبرون مقدسين وجزءًا من الهوية الثقافية للقرية، حيث يتولى بعض المسنين في القرية تفسير صرخاتهم المستقبلية ويُقدمون الصلوات لدفع الحظ السيء.
A celebration known as Koom Lakre is still held every year during which villagers make sacrifices and ask the animals to grant their wishes of health, prosperity and a good harvest. pic.twitter.com/AWFdsUPMLO
— Typical African (@Joe__Bassey) July 2, 2020
عامل جذب سياحي: علاقة البشر والتساميح
تقدم هذه العلاقة الفريدة جاذبية للسياح من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للزوار تجربة إطعام التماسيح والجلوس على ظهورهم.
لقد كان هذا الإقبال السياحي مصدر دعم اقتصادي للمنطقة المعدمة، وساهم في نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على هذه الحيوانات الفريدة.
مخاطر تهدد هذه العلاقة
ومع ذلك، تتعرض هذه العلاقة الفريدة للخطر بسبب تغير المناخ وانحسار مصادر المياه، مما يؤدي إلى تقليل مساحات الموائل للتماسيح.
بالإضافة إلى ذلك، تهدد الهجمات المتكررة من جماعات التمرد المتطرفة استمرار هذه العلاقة الرقيقة بين الإنسان والتمساح.
هوية ثقافية متفردة
هذا التفاعل الفريد يسهم في بناء هوية القرية الثقافية ويعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستدامة.
ومع ذلك، يظل مستقبل هذه الصداقة على المحك، حيث تتسارع التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات الفريدة.
لماذا تغوص الحيوانات المفترسة في أعماق البحار المظلمة؟