فازت المملكة، ممثلة في الهيئة السعودية للمراجعين الداخليين، بحق استضافة نسخة عام 2027 من المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين، وجاء هذا الإنجاز بعد منافسة قوية مع عدد من الدول، ويسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لهذا الحدث العالمي.
ويأتي هذا الفوز الذي تم إعلانه خلال المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين لعام 2025، المنعقد حاليًا في مدينة تورونتو الكندية، ليعكس المكانة التي تحظى بها المملكة دوليًا، ويؤكد على دورها الريادي في مهنة المراجعة الداخلية، والتزامها المستمر بتطوير الممارسات المهنية في هذا القطاع الحيوي.
يُعد المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين حدثًا سنويًا مرموقًا ينظمه المعهد الدولي للمراجعين الداخليين (IIA). ويوصف بأنه أكبر وأكثر تجمع نخبوي لممارسي مهنة المراجعة الداخلية، ومقدمي الخدمات، وخبراء الصناعة على نطاق عالمي. ويشهد المؤتمر حضورًا مكثفًا من مختلف دول العالم، حيث يشارك فيه مهنيون من أكثر من 120 دولة سنويًا، مما يجعله منصة فريدة لتبادل الخبرات والتجارب.
وتشارك المملكة بفعالية في النسخة الحالية من المؤتمر، حيث تُعد الراعي الماسي للحدث، وبوفد هو الأكبر بين الدول المشاركة، يضم أكثر من 170 مهنيًا ومختصًا، ويرأسه معالي رئيس الديوان العام للمحاسبة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمراجعين الداخليين، الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري.
يقدم المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين برنامجًا تدريبيًا يُعتبر الأكثر شمولًا وارتباطًا بالقضايا العالمية المعاصرة التي تؤثر على المهنة اليوم. ويهدف إلى تمكين الحضور من التعامل بمهارة مع بيئات الأعمال والمخاطر المتطورة، من خلال استكشاف أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة والاتجاهات الناشئة.
وتغطي جلسات المؤتمر مواضيع ملحة وحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والوقاية من الاحتيال، والاستدامة، وإدارة المخاطر، بالإضافة إلى مناقشة معايير المراجعة الداخلية العالمية الجديدة. كما يوفر المؤتمر فرصة فريدة للتواصل مع شبكة متنوعة من المتخصصين ورؤساء وظائف المراجعة الداخلية من منظمات القطاعين العام والخاص على مستوى العالم، ومناقشة الأفكار المبتكرة مع قادة الفكر والمتحدثين العالميين.
وتكمن أهمية المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين في أن الجهة المنظمة له هي المعهد الدولي للمراجعين الداخليين (IIA)، الذي تأسس عام 1941، ويُعرف عالميًا بأنه الجهة الرائدة في مجال المراجعة الداخلية. يخدم المعهد أكثر من 260,000 عضو حول العالم، وقد منح أكثر من 200,000 شهادة “مدقق داخلي معتمد” (CIA). ويضع المعهد المعايير العالمية للمهنة، وتقديم برامج التعليم والشهادات، وإجراء الأبحاث، وتوفير التوجيه الفني. وتُعرّف المراجعة الداخلية بأنها خدمة ضمان واستشارات مستقلة وموضوعية، مصممة لإضافة قيمة إلى عمليات المؤسسة وتحسينها، من خلال تقييم وتحسين فعالية عمليات الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة.
أكد الدكتور حسام العنقري أن فوز المملكة باستضافة المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين لعام 2027، يأتي امتدادًا لإنجازاتها على صعيد استضافة المحافل الدولية، وهو أحد مستهدفات الرؤية السعودية 2030. كما أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمراجعين الداخليين، عبد الله الشبيلي، أن هذه الاستضافة هي دليل على ثقة العالم في قدرات المملكة التنظيمية وبنيتها التحتية المتطورة.
وستفتح استضافة هذا الحدث الهام آفاقًا جديدة للتعاون الدولي، وستعزز التبادل الثقافي والمعرفي، وتساهم في نقل الخبرات وتطوير الكفاءات الوطنية، ورفع جودة الأداء في مختلف القطاعات، مما يرسخ من دور المملكة كقائد في مهنة المراجعة الداخلية.