logo alelm
في يومها العالمي.. أرقام وحقائق عن “أسماك القرش”

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم في 14 يوليو من كل عام بيوم التوعية بأسماك القرش، تتجدد الدعوات العالمية والمحلية لتصحيح الصورة النمطية المرعبة عن هذه الكائنات، والتركيز على دورها الحيوي الذي لا غنى عنه في الحفاظ على صحة واستدامة النظم البيئية البحرية. فمن سواحل المملكة إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، تتضافر الجهود لحماية أسماك القرش التي تواجه تهديدات وجودية خطيرة، قد يؤدي غيابها إلى اختلالات بيولوجية عميقة في بحار العالم.

وتأتي هذه الجهود، التي تقودها جهات مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة ومشاريع أوروبية متخصصة، في سياق الإدراك المتزايد بأن حماية هذه المفترسات الرئيسية ليس ترفًا بيئيًا، بل هو ضرورة حتمية للحفاظ على التنوع الأحيائي والأمن الغذائي.

أسماك القرش حيوية للتوازن البيئي

أوضح المهندس أكرم المرهون، مدير إدارة البيئة بفرع وزارة البيئة بالمنطقة الشرقية، أن أسماك القرش تحتل قمة الهرم الغذائي البحري، مما يجعلها تلعب دور “المنظم الطبيعي” لصحة المحيطات. فهي تتغذى على الأسماك الضعيفة والمريضة، وهو ما يمنع انتشار الأمراض بين فصائل الأسماك الأخرى ويحافظ على قوتها.

وأشار إلى أن أسماك القرش تعد خط الدفاع الأول عن مروج الحشائش البحرية، التي تمثل رئة البحار وحاضنة للعديد من الكائنات. فبمجرد تجولها في هذه المناطق، فإنها تمنع الرعي الجائر من قبل كائنات مثل أبقار البحر والسلاحف البحرية، وتجبرهم على التنقل والرعي بشكل متساوٍ، مما يضمن ازدهار هذه الموائل الحيوية. وثد يؤدي غياب أسماك القرش إلى تدمير هذه المروج بالكامل، والتأثير سلبًا على كامل السلسلة الغذائية.

جهود المملكة في حماية أسماك القرش

على الرغم من أهميتها، تواجه أسماك القرش مخاطر جسيمة تهدد بقاءها. وتشير التقارير الدولية إلى أن الوضع مقلق للغاية، حيث يواجه قرابة ثلث أنواع أسماك القرش في العالم خطر الانقراض. ويعتبر البحر الأبيض المتوسط مثالاً صارخًا على هذا التدهور، فوفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، فإن 53% من أنواع أسماك القرش والشفنين في المتوسط (أي 39 نوعًا من أصل 73 تم تقييمها) مصنفة على أنها مهددة.

وقد فقدت مياه المتوسط خلال الخمسين عامًا الماضية ما يقدر بـ 41% من هذه الحيوانات المفترسة الرئيسية. وتعتبر عمليات الصيد العرضي من أكبر المهددات، حيث كشفت دراسة أجريت مع صيادين إيطاليين أن أكثر من 88% منهم يصطادون أسماك القرش بشكل غير مقصود، وأن حوالي 75% من هذه الأسماك تكون لا تزال على قيد الحياة عند سحبها من المياه، مما يفتح نافذة للإنقاذ.

وفي هذا الإطار، تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بحماية البيئة البحرية. وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة بالمنطقة الشرقية، المهندس فهد الحمزي، أن الالتزام بتشريعات “الثروة المائية الحية” يمثل ركيزة أساسية في جهود المملكة. وتعمل الوزارة على تنفيذ خطط لتنظيم أنشطة الصيد وفق ضوابط علمية، واحترام الأنظمة المتعلقة بمواسم الحظر التي تهدف لحماية فترات تكاثر الكائنات البحرية، بما فيها أسماك القرش.

من جهته، ثمّن رئيس قسم الثروة السمكية، أحمد العرفج، مستوى التعاون القائم بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مؤكدًا أن التزام الصيادين باستخدام أدوات صيد نظامية وعدم استهداف الأنواع الممنوعة يشكل حجر الأساس في هذه الجهود. وأشار إلى وجود ارتفاع ملحوظ في مستوى الوعي البيئي لدى الصيادين، وهو ما ينعكس إيجابًا على التزامهم بالممارسات المستدامة.

أبرز الحقائق عن أسماك القرش

غالبًا ما تُصوّر أسماك القرش في الثقافة الشعبية على أنها “أشرار” البحر، مخلوقات مفترسة لا ترحم، وهي صورة رسختها أفلام هوليوود وحكايات البحارة القدماء. لكن الحقيقة العلمية ترسم صورة مختلفة تمامًا وأكثر تعقيدًا لهذه الكائنات التي تُعتبر من عجائب التطور. فبعيدًا عن الخوف الذي تثيره، تتمتع أسماك القرش بخصائص بيولوجية فريدة تطورت على مدى مئات الملايين من السنين.

نذير شؤم

على مر العصور، نسجت الأجيال حكايات غامضة حول أسماك القرش. فقد اعتقد البحارة القدماء أنها نذير شؤم وموت، وأنها تتبع السفن في انتظار التغذي على أرواح الغرقى، مصورين إياها كمخلوقات غامضة ذات قدرات خارقة للطبيعة. وقد ورثت السينما الحديثة هذه الصورة، وقدمت أسماك القرش كآلات قتل شرسة تستهدف البشر. لكن الحقيقة هي أن معظم أنواع أسماك القرش تتجنب البشر، وأن الهجمات النادرة غالبًا ما تكون نتيجة خطأ في تحديد الهوية. هذه المفاهيم الخاطئة تطغى على الأهمية البيئية الكبرى لهذه الكائنات.

أقدم الكائنات

تعتبر أسماك القرش من أقدم الكائنات على وجه الأرض، حيث تعود أقدم حفرياتها إلى أكثر من 400 مليون سنة، أي أنها سبقت الديناصورات بزمن طويل. وقد تطورت أسلافها القدماء، مثل سمكة الكلادوسيلاتشي، لتصبح مفترسات فعالة.

أسنان القرش

من أبرز التكيفات المذهلة لأسماك القرش هي أسنانها. إذ تفقد أسماك القرش آلاف الأسنان على مدار حياتها، لكنها تمتلك نظامًا فريدًا يشبه “الحزام الناقل”، حيث تنمو أسنان جديدة بشكل مستمر لتحل محل الأسنان المفقودة، مما يضمن استمرارها كصياد فعال.

نوم أسماك القرش

لدى أسماك القرش طريقة نوم فريدة؛ فبعض الأنواع لا تنام كالبشر، بل تضطر للسباحة باستمرار لتمرير الماء عبر خياشيمها والتنفس، وتدخل في حالة من الراحة أثناء الحركة، مما يبرز بنيتها البيولوجية الاستثنائية.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

المملكة تفوز باحتضان المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين 2027.. أبرز التفاصيل

المقالة التالية

ترامب يهدد بوتين بعزلة اقتصادية حال استمرار الحرب