logo alelm
إنفوجرافيك| فيروس شيكونغونيا يعيد جنوب الصين لعصر “كورونا”

أعاد تفشي فيروس شيكونغونيا بشكل واسع في مقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، مسجلًا أكثر من 7000 إصابة منذ شهر يوليو، فرض إجراءات وقائية صارمة أعادت إلى الأذهان ذكريات جائحة “كوفيد-19″، على الرغم من أن الفيروس لا ينتقل بين البشر.

وأثار هذا التفشي، الذي سجل قرابة 3000 حالة في الأسبوع الأخير وحده، حالة من القلق المحلي ودفع السلطات الصحية إلى اتخاذ تدابير استثنائية للسيطرة على نواقل المرض.

ويُعد تفشي فيروس شيكونغونيا الحالي أمرًا نادرًا في الصين، لكنه انتشر بسرعة في 13 مدينة على الأقل بعد رصد أول حالة في مدينة فوشان، الأكثر تضررًا، في الثامن من يوليو.

ويمثل هذا التطور تحديًا صحيًا جديدًا في منطقة مكتظة بالسكان، خاصة مع ظهور أول إصابة مرتبطة بالسفر في هونغ كونغ لطفل كان قد زار فوشان مؤخرًا، مما ينذر بإمكانية اتساع رقعة انتشاره جغرافيًا.

إجراءات صارمة في مواجهة فيروس شيكونغونيا

تعهدت السلطات في مقاطعة غوانغدونغ باتخاذ “إجراءات حاسمة وقوية” لاحتواء المرض، وفي مدينة فوشان، تم تطبيق بروتوكولات تشبه تلك التي شوهدت خلال جائحة “كورونا”، حيث يُجبر المصابون على البقاء في المستشفيات تحت الناموسيات، ولا يسمح لهم بالخروج إلا بعد الحصول على نتيجة فحص سلبية أو إتمام أسبوع كامل من العزل.

وتجري السلطات عمليات تفتيش منزلية للتأكد من التخلص من المياه الراكدة، مع فرض غرامات تصل إلى 10,000 يوان (حوالي 1400 دولار أمريكي) على المخالفين، بل ووصل الأمر إلى حد قطع الكهرباء عن بعض المنازل التي لم تتعاون مع فرق التفتيش.

وفي محاولة للسيطرة البيولوجية على البعوض الناقل للمرض، أطلقت السلطات آلافًا من أسماك “آكلة البعوض” في البحيرات، ونشرت ما يعرف بـ “بعوض الفيل” العملاق الذي تلتهم يرقاته يرقات البعوض الأصغر حجمًا، كما تستخدم طائرات بدون طيار لرصد أماكن تكاثر البعوض في المياه الراكدة.

وأثارت هذه الإجراءات، خاصة محاولات فرض الحجر الصحي على المسافرين من فوشان التي تم التراجع عنها لاحقًا، تساؤلات لدى المواطنين حول مدى فعاليتها وجدواها، حيث علّق أحدهم على منصة “ويبو” الصينية قائلًا: “لماذا الحجر الصحي؟ ليس الأمر وكأن المريض سيذهب ليلدغ أشخاصًا آخرين”.

ما هو فيروس شيكونغونيا وكيف ينتشر؟

فيروس شيكونغونيا هو عدوى فيروسية تنتقل إلى البشر حصرًا عن طريق لسعات البعوض المصاب، وتحديدًا بعوض “الزاعجة المصرية” و”الزاعجة المرقطة”، وهي نفس الأنواع التي تنقل حمى الضنك وزيكا، ولا ينتقل المرض من شخص لآخر عبر الاتصال الجسدي أو الرذاذ التنفسي.

وتكمن دورة انتشاره في أن البعوضة غير المصابة تلسع شخصًا مريضًا، فتكتسب الفيروس، ثم تنقله إلى شخص سليم عند لسعه لاحقًا.

ويأتي اسم الفيروس من لغة “كيماكوندي” في تنزانيا، حيث تم اكتشافه لأول مرة عام 1952، ويعني “الذي ينحني”، في وصف للوضعية المنحنية التي يتخذها المرضى بسبب آلام المفاصل الشديدة.

وتظهر الأعراض عادة بعد 3 إلى 7 أيام من اللسعة، وأبرزها الحمى المفاجئة وآلام المفاصل الحادة والمُقْعدة، والتي قد يصاحبها صداع، وألم عضلي، وطفح جلدي، وفي حين يتعافى معظم المرضى خلال أسبوع، قد تستمر آلام المفاصل لدى البعض لأشهر أو حتى سنوات.

مخاطر فيروس شيكونغونيا وطريقة الوقاية منه

رغم أن الوفيات الناجمة عن فيروس شيكونغونيا نادرة، إلا أنه يشكل خطرًا أكبر على فئات معينة، تشمل حديثي الولادة، وكبار السن فوق 65 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.

وتعتبر آلام المفاصل المزمنة هي المضاعفة الأكثر شيوعًا بعد الشفاء من العدوى الأولية، ولا يوجد علاج نوعي للمرض، بل يركز العلاج على تخفيف الأعراض عبر الراحة وشرب السوائل وتناول مسكنات الألم.

أما الوقاية، فتعتمد بشكل أساسي على مكافحة البعوض عبر التخلص من مصادر المياه الراكدة في محيط المنازل، واستخدام طارد الحشرات، وارتداء ملابس طويلة تغطي الجسم، ورغم توفر لقاحات معتمدة في الولايات المتحدة، إلا أن منظمة الصحة العالمية تشدد على أن الطريقة المثلى لمنع انتشار فيروس شيكونغونيا هي القضاء على أماكن تكاثر البعوض.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

لماذا تتردد الهند في التوقف عن شراء النفط الروسي؟

المقالة التالية

جدول إجازات العام الدراسي 1447/1448 هـ – 2025/2026 م