عيّنت منظمة الأمم المتحدة 29 أغسطس من كل عام، يومًا عالميًا لمناهضة التجارب النووية، لزيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات الناتجة عن الأسلحة من هذا النوع.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996؛ لتفادي الآثار المُدمرة لهذه الأسلحة، والتي نسلّط الضوء على أبرزها في السطور التالية.
تهدد بوفاة البشر والحيوانات
قالت أليسيا ساندرز، منسقة أبحاث السياسات في الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية إن “تجارب الأسلحة النووية تسببت بأضرار كارثية على البشر والبيئة، قد تدوم إلى الأبد”.
وأضافت أنه على الرغم من إعداد مواقع الاختبارات وفقًا لاعتبارات لضمان السلامة، فإن تأثيراتها تظهر في غضون أجزاء من الثانية بعد الانفجار.
وتابعت “ساندرز”: “الطاقة الهائلة الناتجة عن الانفجار، والتي تشمل الضوء والحرارة، تقتل أي كائنات بالقرب من مركز الزلزال، اعتمادًا على قوة القنبلة، وحتى الكائنات البعيدة قليلًا تواجه درجات حرارة مميتة”.
وأشارت أن البشر الذين يتعرضون لهذه الطاقة الحرارية يعانون حروقًا خطيرة تهدد حياتهم، كما أن الضغط الانفجاري يسبب تلف الرئة ونزيفها”.
وقالت إن الحيوانات التي لا تموت على الفور، تكون أكثر عرضة للنفوق بسبب العدوى في الأيام والأسابيع التالية للانفجار.
التأثير على النباتات والطيور والحياة البحرية
لا تنجو النباتات من آثار الانفجار النووي، حيث تجرّد القوّة الانفجارية الأشجار من أوراقها، وتمزّق أغصانها، وتُقتلع الأنواع الأقل طولًا وقوة من التربة.
وفي الوقت نفسه، تموت الأسماك بأعداد كبيرة للغاية في المياه التي تكون بالقرب من أماكن الانفجارات الناتجة عن تجارب نووية.
ومع ذلك، يبدو أن اللافقاريات البحرية أكثر مقاومة لموجات الضغط؛ لأن أجسادها ليس بها أعضاء تحتوي على غازات.
التأثيرات البيئية طويلة المدى
خلال الحرب الباردة، فجرّت الولايات المتحدة عشرات الأسلحة النووية في تجارب جوية في المحيط الهادئ.
نتج عن تلك التجارب حرق جزر بأكملها وما زال الكثير منها غير صالح للسكن، واضطر السكان المحليون إلى المغادرة.
حتى اليوم، تعاني بعض المناطق المتضررة من ارتفاع مستويات الإشعاع بها بما يزيد 1000 مرة عن تلك الموجودة في تشيرنوبيل وفوكوشيما.
تتمثل العواقب البيئية الكبيرة الطويلة الأجل للتجارب النووية في تلوث التربة السطحية والمياه الجوفية، واضطرابات الأرض في شكل حفر أو جبال منهارة جزئيا.
وتؤدي الاختبارات النووية في الغلاف الجوي إلى نشر النويدات المشعة، وهي جسيمات غير مستقرة تطلق إشعاعات أثناء تحللها.
ولكن حتى في الاختبارات تحت الأرض، يمكن لظروف الضغط المرتفع أن تدفع النويدات المشعة إلى الغلاف الجوي، وهي ظاهرة تُعرف باسم التنفيس، حيث يمكن أن تحملها الرياح وترسبها بعيدًا عن مواقع الاختبار، مما يؤثر على المحاصيل.
التأثير على مياه الشرب
يشكل الاختبار تحت الأرض أيضًا تهديدًا بتسرب النويدات المشعة إلى مياه الشرب.
وجدت الدراسات التي أجريت في موقع التجارب النووية الأمريكي بالقرب من لاس فيغاس، أن بعض الملوثات الصادرة عن التجارب النووية تحت الأرض يمكن أن تصل إلى المياه المحيطة.
تعد السترونتيوم والسيزيوم من النويدات التي تنتشر بسهولة في الماء، ويمكن أن تسببا مشاكل صحية للنباتات والحيوانات لعقود من الزمن.
بالأرقام.. الترسانة النووية حول العالم
هل شارك “أينشتاين” في ابتكار القنبلة النووية؟
تحذيرات بمصير يشبه كارثة تشيرنوبل.. ماذا لو انفجرت محطة زابوريجيا النووية؟