أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقلّص رقعة الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق في شهر يونيو الماضي، حيث صارت أقل من المتوسط بنسبة 17%.
وفي القطب الشمالي، رصد العلماء أن كميّة الجليد البحري تتراجع بمعدل 13% تقريبًا كل عقد، وإذا استمرت الانبعاثات في الارتفاع دون رادع، فقد يكون هذا الجزء من العالم خاليًا من الجليد في الصيف بحلول عام 2040.
ويحذّر العلماء من أن فقدان الجليد البحري له آثار بعيدة المدى على الكوكب، فما هي؟
درجات الحرارة
يصنّف العلماء القطبين الشمالي والجنوبي على أنهما “ثلّاجة العالم”؛ نظرًا لأن الجليد يغطي المساحة الأكبر من المنطقتين، والذي يعكس الحرارة مرة أخرى في الفضاء.
ويعني انخفاض الجليد انعكاس حرارة أقل، مما سيتسبب بموجات حر أكثر شدة في جميع أنحاء العالم، وأيضًا فصول شتاء أكثر قسوة؛ نظرًا لأن التيار النفاث القطبي، وهو عبارة عن رياح شديدة الضغط تدور حول منطقة القطب الشمالي، يتحرك بفعل الهواء الأكثر دفئًا، فيمكن أن ينخفض جنوبًا، مصحوبًا بالبرد القارس.
المجتمعات الساحلية
بينما لا يزال العلماء غير متأكدين من حجم تأثير تحوّل الجليد إلى مياه، يُعتقد أنه إذا ذابت كميّته الكاملة، سيرتفع مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 70 مترًا، مما يؤدي إلى إغراق كل مدينة ساحلية على هذا الكوكب.
يذكر أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي ارتفع بحوالي 18 إلى 20 سنتيمترًا منذ عام 1900، وهو ما زاد من خطورة الظواهر الجوية عل المدن الساحلية والدول الجزرية الصغيرة.
دوران الأرض
في حال ذوبان الجليد الأرضي، مثل الأنهار الجليدية الجبلية والصفائح الجليدية في “غرينلاند” و”أنتاركتيكا”، قد يتغيّر معدل دوران الأرض إذا تدفق الماء الذائب إلى المحيط.
قال العلماء إن ذوبان الصفيحة الجليدية في “غرينلاند” ثم تدفق الماء الذائب بالكامل إلى المحيط، سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر عالميًا بحوالي 7 أمتار، وستدور الأرض بشكل أبطأ، حيث سيصبح أطول مما هو عليه اليوم، بحوالي 2 مللي ثانية.
الغذاء
تسبب الدوامات القطبية، وموجات الحرارة المتزايدة، وعدم القدرة على التنبؤ بالطقس الناجم عن فقدان الجليد أضرارًا كبيرة للمحاصيل التي تعتمد عليها النظم الغذائية العالمية.
ويحذّر خبراء الاقتصاد من أن هذا الأمر سيؤدي إلى عدم الاستقرار في أسعار الغذاء، وزيادة الأزمات لأكثر الفئات ضعفًا في العالم.
الشحن
مع ذوبان الجليد، ستفتح طرق شحن جديدة في القطب الشمالي، والتي ستكون مغرية للشركات بسبب توفيرها للوقت، ومع ذلك، هذه الطرق خطيرة للغاية، وستتسبب بالمزيد من حطام السفن والانسكابات النفطية في المناطق التي يتعذر الوصول إليها لإنقاذ أطقم أو تنظيفها.
الحياة البرية
عندما يكون الجليد البحري أقل، يجب أن تتكيف الحيوانات التي تعتمد عليه للبقاء أو ستموت.
أوضح علماء أحياء أن فقدان الجليد وذوبان التربة الصقيعية يسبب مشكلات للدببة القطبية، والفظ، والثعالب القطبية، والبوم الثلجي، والرنة، والعديد من الأنواع الأخرى.
التربة الصقيعية
تخزّن الأرض المتجمدة بشكل دائم كميات كبيرة من غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة التي تساهم في تغير المناخ.
عندما يذوب الجليد، يتم إطلاق هذا الميثان، مما يزيد من معدل الاحترار، وهذا بدوره يتسبب في ذوبان المزيد من الجليد والتربة الصقيعية، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الميثان، ثم معدلات أكثر من الذوبان، في دورة لا تنتهي، وهو ما ينذر بمناخ سيئ للغاية قد يشهده البشر مستقبلًا.
معمار استثنائي | كيف تبدو الأبنية في القطب الشمالي؟ مصور نمساوي يجيب