تعصف أسوأ موجة جفاف منذ عقود بشرق أفريقيا، وتدمر المحاصيل وتزيد من تكلفة الغذاء على الكثيرين، وفي الصومال وحده، يمكن أن يتعرض 7 ملايين شخص، من إجمالي عدد السكان البالغ 16 مليون نسمة، لخطر المجاعة في الشهرين المقبلين إذا لم يتم توسيع نطاق المساعدات لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
المجاعة في الصومال
في عام 2011، توفي نحو 250 ألف شخص في الصومال – نصفهم من الأطفال – في مجاعة أعقبت 3 مواسم متتالية دون هطول أمطار كافية، وقد تم تمويل أقل من نصف المعونة التي تعهدت بها البلدان المانحة للاستجابة الإنسانية، مما يجعل العديد من تلك الوفيات يمكن الوقاية منها.
مع دخول الصومال موسمه الخامس على التوالي دون هطول أمطار كافية، يتعين على قادة العالم أن يتحركوا لإنقاذ الأرواح، من خلال تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمن الغذائي في الصومال لعام 2022، في وقت أضرت فيه الآثار المتزايدة لتغير المناخ بسبل العيش، وأدت الأزمة في أوكرانيا إلى ارتفاع تكلفة الغذاء والوقود اللازم لإيصاله، ما جعل 230 ألف صومالي يعيشون في ظروف مجاعة.
دعوة للإنقاذ
دعت لجنة الإنقاذ الدولية، القادة الدوليين والمانحين إلى توجيه التمويل فورًا للإغاثة من الجفاف في شرق أفريقيا؛ لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق.
وقالت اللجنة: “إننا نشهد زيادة مقلقة للغاية في حالات الدخول بسبب سوء التغذية الحاد في عيادات لجنة الإنقاذ الدولية في جميع أنحاء الصومال، حيث أبلغت إحدى عيادات التغذية لدينا عن زيادة بنسبة 265% في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد دون سن 5 سنوات الذين يحتاجون إلى العلاج خلال أبريل – مايو 2022”.
الصراع وما ترتب عليه
عاش الصومال 3 عقود من الصراع، مما أدى إلى زعزعة استقرار المجتمعات، وتنتج البلاد الآن أقل من نصف كمية الغذاء التي كان ينتجها قبل بدء الحرب الأهلية في أوائل 1990، مما أجبر البلاد على أن تصبح معتمدة بشكل كبير على واردات الأغذية، وأكثر عرضة للتأثر بشدة لاضطرابات سلسلة التوريد والتقلبات في أسعار الغذاء العالمية، مثل تلك التي تفاقمت بسبب الأزمة في أوكرانيا.
كما ظهر الصراع في إثيوبيا المجاورة منذ عام 2020، مما أدى إلى تداخل الجفاف وتمديد الاستجابة الإنسانية بأكملها للمنطقة.
وفي الصومال، لا يزال الصراع نشطًا، ومع تفاقم الجفاف، يعيش تقريبًا 900 ألف شخص في مناطق غير مستقرة، وقد حاول العديد من الناس مغادرة هذه المناطق، لكن أولئك الذين بقوا في هذه المناطق لا يمكن للمنظمات الإنسانية الوصول إليهم.
فشل الاستجابة
أعلنت الحكومة الصومالية حالة الجفاف في أبريل، بيد أن تعهدات البلدان المانحة بتقديم المعونة الإنسانية لم تترجم إلى تمويل كبير وإلى زيادة في المعونة حتى الآن.
وحتى بمجرد تحقيق التمويل الأمريكي الجديد الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع، سيتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للمنطقة بنسبة 40% فقط.
ويعزى نقص التمويل جزئيًا إلى التركيز الدولي على الحرب في أوكرانيا، وبلغت نسبة الاستجابة لنداء المساعدات في أوكرانيا والذي تبلغ قيمته 1.9 مليار دولار، إلى 85% في نحو 3 أشهر.
مساعدات لجنة الإنقاذ الدولية في الصومال
بدأت لجنة الإنقاذ الدولية العمل في الصومال في عام 1981 في أعقاب الصراع الصومالي الإثيوبي، وقدمت المساعدة للصوماليين خلال مجاعة 2011 وجفاف 2016-2017.
وتعمل لجنة الإنقاذ الدولية على زيادة دعمها في المناطق المتضررة من الجفاف، بما في ذلك مقديشو وبونتلاند وجنوب غرب ووسط الصومال.
وتصل برامج اللجنة للمياه والصحة والتغذية وسبل العيش إلى 280 ألف صومالي سنويًا، كما تقدم الرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وتنشر فرقًا صحية متنقلة للوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا، إلى جانب إجراء تحويلات نقدية لمساعدة الناس على الحصول على الدعم الذي يحتاجونه وإعادة تأهيل الآبار ومصادر المياه الأخرى.
أفقر 10 دول في العالم وفقًا لنصيب الفرد من الدخل القومي