يمتلك كل إنسان صوتاً مختلفاً يميزه عن أي شخص آخر، ويرى العلماء أن من الصعب أن يمتلك شخصين الصوت ذاته، وهذا الاختلاف يجعلنا قادرين بسهولة على التعرف على شخص ما من خلال نبرة صوته.
لكن هل تساءلتم من قبل عن كيفية إصدار الأصوات البشرية؟ إن هناك أكثر من عامل في تميُّز الأصوات، لكن يمكننا تناول أهم عاملين، الأول هو التكون الداخلي، إذ تصدر الأصوات من: الرئتين، والحنجرة، والأعضاء الصوتية فوق الحنجرة (اللسان والشفتان والأسنان والحنك الصلب).
حين يقرر الإنسان أن يتكلم، تبدأ الرئتان في ضخ هواء كافٍ لاهتزاز الحبال الصوتية، فينتج عن هذا نبضات مسموعة، يطلَق عليها “التردد”، في تلك المرحلة يكون الصوت مختلفاً عن النتيجة النهائية، إذ يأتي دور عضلات الحنجرة في تسكين وتهدئة الحبال الصوتية للتحكم في طبقة ونغمة الصوت، بعد ذلك يخرج الصوت إلى اللسان ثم الشفاه.
أما العامل الثاني في تميز الأصوات، فهو التغيرات البيولوجية التي تحدث في مرحلة بلوغ الإنسان، فنتيجةً للتغيرات الهرمونية يتغير الصوت بشكل جذري. وقبل البلوغ، تكون الحبال الصوتية رقيقة وذات تردد عالي، ولكن بسبب تباين تأثير هرمون التستوستيرون على الحبال الصوتية لدى الفتيان والفتيات؛ يتغير حجم الحنجرة.
وينتج عن التغيرات التي تحدث للذكور: تضخُّم الحنجرة ومن ثم انخفاض تردد الحبال الصوتية؛ وهذا ما يجعل أصوات الذكور عميقة، أما لدى الإناث، فتكون وتيرة تضخم الحبال الصوتية أقل بكثير، مع الحفاظ على التردد.
كما تلعب المشاعر دوراً كبيراً في تغير الصوت، فالحزن والسعادة والإثارة تغير مستوى حدة الصوت، فعلى سبيل المثال، تتأثر الحبال الصوتية حينما تتحدث المرأة إلى شخص يعجبها، بسبب زيادة مستوى بعض الهرمونات، وحدوث ارتفاع طفيف في طبقة الصوت.
إلى هنا، تعد أصوات البشر مثل بصمة إصبع اليد، أو قرنية العين، لا تتماثل لدى شخصين، ما يجعل من كل إنسان علامة مميزة لا تتشابه مع غيرها.
اقرأ أيضًا:
أين يعيش الأطفال الأكثر سعادة في العالم؟