زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المزارعين البيض في جنوب أفريقيا يواجهون الإبادة الجماعية، وذلك خلال اجتماع متوتر مع رئيس البلد الأفريقي سيريل رامافوزا في المكتب البيضاوي، يوم الأربعاء.
نفى سيريل رامافوزا والأحزاب السياسية الكبرى في جنوب أفريقيا وقاض من جنوب أفريقيا وجود إبادة جماعية للبيض في البلاد.
وكان إيلون ماسك، وهو جنوب أفريقي وأحد كبار مستشاري “ترامب”، حاضرًا خلال زيارة “رامافوزا” إلى البيت الأبيض، وكان قد عبّر سابقًا عن ادعاءات ترامب بأن البيض في جنوب أفريقيا يفرون من البلاد بسبب “العنف والقوانين العنصرية”.
في فبراير 2025، قضت محكمة في جنوب أفريقيا بأن ادعاءات الإبادة الجماعية للبيض لا أساس لها من الصحة، ووصفتها بأنها “غير حقيقية” و”متخيلة بوضوح”.
وجاء الحكم بعد أن أراد أحد الأثرياء في البلاد التبرع بمبلغ 2.1 مليون دولار لجماعة “بوريليجيوين” العنصرية البيضاء، وهو ما رفضته المحكمة.
ورغم رفض المحكمة للادعاءات المتعلقة بالإبادة الجماعية البيضاء، فمن الصحيح أن هناك مشكلة تتعلق بقتل المزارعين في جنوب أفريقيا.
يعاني البلد الأفريقي من معدل قتل إجمالي مرتفع، حيث يبلغ 45 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص، وفقًا للبيانات التي تم جمعها في عام 2023، ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن هذه الجرائم مدفوعة بالعنصرية، حيث لا تفرق إحصاءات الجريمة في جنوب أفريقيا بين أعراق الضحايا، ولا توجد فئة محددة لجرائم القتل في المزارع.
وخلال اجتماعه مع ترامب في المكتب البيضاوي، قال رامافوزا: “هناك إجرام في بلادنا، والأشخاص الذين يُقتلون نتيجة أنشطة إجرامية ليسوا بيضًا فقط، بل غالبيتهم من السود”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب أفريقيا فينسنت ماجوينيا لشبكة “ABC News” الأمريكية إنه “لا يوجد دليل” يدعم مزاعم الإبادة الجماعية، وزعم أن الاستخبارات الأجنبية للولايات المتحدة ستؤكد ذلك.
وأصدر البيت الأبيض بيانا بعد الاجتماع بعنوان “الرئيس ترامب على حق بشأن ما يحدث في جنوب أفريقيا”، مؤكدًا على مزاعم الإدارة غير المثبتة.
يتضمن البيان قائمةً بقصاصات صحفية، يقولون إنها تدعم موقفهم القائل بوجود إبادة جماعية في البلاد، مشيرين إلى مقالات من “فوكس نيوز” و”وبي بي سي”، تشير إلى أفعال فردية أو تهديدات بالعنف.
