منوعات

ما هي حرب الأفيون التي شنتها بريطانيا على الصين؟

وفقًا لما هو معلن من جانب دائرة المعارف البريطانية، اندلعت حروب الأفيون بسبب محاولة الصين التصدي لتجارة الأفيون، وهو النشاط الذي كان يمتهنه تجار بريطانيون واشتهروا به منذ عام 1820، وكانت الصين ترغب في تخليص مجتمعها من الإدمان الذي انتشر بين مختلف الطبقات وأدى لظهور مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

حرب الأفيون الأولى

بدأت الصين المواجهة الحقيقية عام 1839، حيث صادرت نحو 1400 طن من مخدر الأفيون في مخازن تابعة لتجار بريطانيين، تحديدًا في إقليم غوانغزو، وهو ما أدى لتوتر العلاقة بين الصين و بريطانيا.

في أواخر 1839 اشتعلت الأمور بعد قيام سفينة بريطانية بقصف ثكنة عسكرية صينية في هونغ كونغ، قبل أن تقرر بريطانيا إرسال قوات عسكرية لاحتلال ميناء كانتون في مايو 1841، وردًّا على ذلك شنت الصين هجومًا مضادًّا إلا أنه فشل، لتقوم بريطانيا بالاستيلاء على نانجينغ في أواخر أغسطس، لتستسلم الصين وتبرم اتفاقية نانجينغ لإنهاء هذه الحرب.

حرب الأفيون الثانية

بعد اتفاقية نانجينغ، سيطرت بريطانيا على معظم الموانئ الصينية ونشَّطت تجارتها هناك، لكنها لم تكتفِ وأرادت الحصول على امتيازات أكثر، فبدأت تتصيد الذرائع لتُجدد المواجهة العسكرية مع الصين، وهو ما تحقق مطلع أكتوبر عام 1856، حيث صعد بعض المسؤولين الصينيين إلى إحدى السفن البريطانية التي كانت في ميناء كانتون، وألقوا القبض على أفراد طاقمها الصينيين، الأمر الذي اعتبرته بريطانيا إهانة لها.

مثلت هذه الواقعة الذريعة المناسبة لبريطانيا، فقامت بقصف ميناء كانتون لتندلع الحرب بين الجانبين: البريطاني والصيني، وبعد فترة من الصراع قررت فرنسا الانضمام إلى صف بريطانيا بحجة مقتل مبشر فرنسي في الصين خلال تلك الاشتباكات، ليبدأ فصل جديد من حرب الأفيون الثانية، بهجوم مشترك بين فرنسا وبريطانيا على الصين عام 1857، وسرعان ما سيطر الحلفاء على زمام الأمور، ليفرضوا على الحكومة الصينية التفاوض عام 1858.

[two-column]

في أغسطس 1860 نجحت قوات الحلفاء بسحق القوات الصينية والاستيلاء على بكين وإحراق “حدائق يوامينغ” وهو القصر الصيفي للإمبراطور.

[/two-column]

وفي يونيو عام 1858 وُقِّعت اتفاقية تيانجين التي فرضت إقامة مبعوثين للدول الغربية في بكين، وفتح العديد من الموانئ أمام الغربيين للإقامة والتجارة، ومن البنود التي أُلحقت بالاتفاقية: تشريع استيراد الأفيون لبيعه للصينيين.

بعد الاتفاقية انسحبت القوات البريطانية من تيانجين، تحديدًا في عام 1859 قبل أن يحاول دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون التوجه إلى بكين عبر تيانجين للتصديق على المعاهدة لكن السلطات الصينية رفضت مرورهم، فحاولت القوات البريطانية والفرنسية فتح الطريق بالقوة، ولكن القوات الصينية ألحقت بالحلفاء خسائر ضخمة.

في أغسطس 1860 جاء الرد البريطاني الفرنسي، حيث نجحت قوات الحلفاء في سحق القوات الصينية والاستيلاء على بكين، وإحراق “حدائق يوامينغ” وهو القصر الصيفي للإمبراطور، بعدها لم يكن أمام الصين سوى توقيع ما يعرف بمعاهدة بكين، التي أُقِرت فيها اتفاقية تيانجين وسُلمت للبريطانيين جنوب شبه جزيرة “كولون” ليتم إلحاقها بهونغ كونغ.