يرتبط العطاء والإقدام على الأعمال الخيرية بالشعور بالارتياح والرضا، ما يدفع الكثيرين للتطوع بهدف مساعدة الآخرين.
وعلى مدار 30 عامًا، اشتهر أحد الرجال في منطقة تبوك بكرمه وإعداد وجبات الإفطار المجانية للعمالة.
وأمس، ترك حمود العطوي الذي سطر اسمه في قلوب سكان تبوك عالمنا، بيتم تشييعه إلى مثواه الأخير، تاركًا الحزن والأسى في نفوس محبيه.
ولكن العطوي الذي فارق الحياة بجسده، ترك إرثًا من الكرم والخير توارثه بعض الأفراد من عائلته لاستكمال مسيرته في عمل الخير.
وتلفت مسيرة العطوي في الأعمال الخيرية النظر إلى أسباب إقبال الكثيرين على فعل الخير، والذي يُعد أبرزها الشعور بالارتياح والرضا عن النفس.
العطاء وعلاقته بالسعادة
يبدو أن الأمر لا يتعلق بالحالة النفسية وانعكاس أعمال الخير على المشاعر الإنسانية فقط، بل يمتد إلى الناحية البيولوجية أيضًا.
وكشفت دراسة أُجريت في عام 2006، أنه عندما يتبرع الناس للجمعيات الخيرية، فإن ذلك يحفز مناطق معينة من الدماغ.
وهذه المناطق مرتبطة بالمتعة والتواصل الاجتماعي والثقة، وهو ما ينتج عنه الدفء والتوهج العاطفي.
من ناحية أخرى، اكتشف العلماء أن تفضيل الآخرين على النفس يؤثر أيضًا على الدماغ.
ويساعد ما يُطلق عليه “السلوك الإيثاري”، على تحفيز هرمون الأندروفين، ما يخلق شعورًا إيجابيًا يُعرف باسم “نشوة المساعدة”.
وما يزيد من الشعور بالسعادة هو رؤية انعكاس ما يقدمه المرء على الآخرين، مثل مساعدة اللاجئين في المخيمات في تحسين أحوالهم المعيشية.
الشعور بالامتنان
يساعد العطاء على تعظيم الشعور بالامتنان لدى الطرفين، سواء كان المعطي أو المتلقي.
ولكن بشكل عام فالعطاء يزيد من الشعور بالسعادة والامتنان، لأنه أفضل طريقة للتعبير عن الشكر.
وأثبتت الدراسات أن الامتنان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسعادة والصحة، كما أنه يساعد عل تحسين الصحة النفسية.
ويخلق العطاء والشعور بالامتنان سلسلة لا تنقطع من عمل الخير، فقد لا يقوم متلقي الامتنان بالرد المباشر، ولكنه قد يقدم المساعدة لطرف ثالث وهكذا تتسع الدائرة.
الرضا الشخصي
من الناحية العلمية، فإن مساعدة الآخرين تزيد من الشعور بالرضا، والذي بدوره يزيد من عمر الشخص ويقلل من الآلام وخفض ضغط الدم.
وبحسب جامعة كوليدج لندن، فإن مساعدة الآخرين تعزز من الانتماء والشعور بالهدف واحترام الفرد لذاته وإيجابيته.
وستكون المبادرة في مساعدة الغير والعطاء بمثابة قدوة حسنة يقتدي بها الصغار والشباب وهم مستقبل المجتمعات.
اقرأ ايضا :
دراسة حديثة: متلازمة التعب المزمن أكثر شيوعًا مما نعتقد