حظي مشروع روبوت التوحد الذي طورته كلية الطب بجامعة نجران بتكريم دولي رفيع، ضمن فعاليات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي انعقد في مدينة جنيف بسويسرا، وجاء هذا التكريم بعد أن تم ترشيح المشروع رسميًا من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات ليكون ضمن قائمة أفضل 20 مشروعًا عالميًا في مجال الصحة الإلكترونية، في إنجاز عالمي جديد يضاف إلى سجل السعودية.
ويعكس هذا الاعتراف الدولي المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المؤسسات الأكاديمية والبحثية السعودية في مجال توظيف التقنيات المتقدمة لخدمة القضايا الإنسانية، وبشكل خاص في مجال الرعاية الصحية للفئات التي تحتاج إلى دعم متخصص ومبتكر.
يهدف مشروع روبوت التوحد السعودي إلى إحداث نقلة نوعية في حياة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وذلك من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل الذكي لتعزيز مهاراتهم الأساسية.
ويركز الروبوت على ثلاثة محاور رئيسية، هي تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتنمية الوظائف التنفيذية والتنظيم العاطفي، بالإضافة إلى تعزيز معايير السلامة الشخصية لدى الطفل.
ويقدم المشروع أدوات مبتكرة تدعم قدرات الأطفال السلوكية والمعرفية، وتسهم في زيادة استقلاليتهم واندماجهم في المجتمع، وهو ما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في فئة تطبيقات الصحة الإلكترونية.
يُعرف اضطراب طيف التوحد بأنه حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين وتواصله معهم، مما قد يسبب تحديات في المهارات الاجتماعية.
أثبتت أبحاث أن استخدام الروبوتات في جلسات العلاج يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير، فالروبوتات تقدم بيئة تفاعلية آمنة ومتوقعة، وهو أمر مريح للأطفال الذين قد يجدون صعوبة في التفاعل البشري المعقد وغير المتوقع.
ويعمل روبوت التوحد كأداة وسيطة، حيث يستطيع تكرار الأنشطة التعليمية والاجتماعية بصبر لا نهائي، مثل تعليم التعرف على تعابير الوجه، وتشجيع التواصل البصري، والتدريب على أخذ الأدوار في الحوار.
من جانبه، عبرّ الدكتور حسين آل عماد، قائد المشروع البحثي، عن فخره بهذا الإنجاز الذي يبرز الجهود النوعية لجامعة نجران. وقال: “هذا الاعتراف الدولي يحفزنا على مواصلة تطوير مشروع روبوت التوحد وتوسيع أثره التطبيقي داخل المملكة وخارجها”.