ستشهد مناطق مختلفة من الأرض كسوفًا حلقيًا للشمس في 14 أكتوبر الجاري، وكسوفًا كليًا في أبريل 2024، وهو ما يحفّز العلماء للاستعداد للاستفادة من هاتين الظاهرتين، ما الذي يسعون لاكتشافه؟
لماذا يعد الكسوف القادم للشمس مهمًا للأوساط العلمية؟
يوفر الكسوف الحلقي والكلّي فرصة لرؤية جزء من الشمس عادة ما يكون مخفيًا عن الأنظار، وهو غلافها الجوي الخارجي المعروف باسم الإكليل.
هذا الجزء هو موطن الرياح الشمسية التي تنتقل عبر الفضاء الخاص بنا، والتي تتسبب في بعض الأحيان بالشفق القطبي وتعطيل الأقمار الصناعية.
لا يعرف العلماء سوى القليل عن هذا الجزء من الشمس، ويقدم الكسوف القادم فرصة مثالية لدراستها؛ لأن الظاهرة التي ستحدث في 14 أكتوبر ستكون بمثابة تدريب لما هو قادم في أبريل 2024.
يقول روب سيمبر، الذي يعمل في برنامج التنشيط العلمي التابع لوكالة “NASA”: “يعد كسوف الشمس واحدًا من أكثر الأحداث الطبيعية إبهارًا التي يمكن للمرء أن يشهدها على الأرض”.
وأضاف: “وفضلًا عن ذلك، تقدم هذه الظاهرة للعلماء فرصة عظيمة لمعرفة المزيد عن الشمس والكون، ففي الماضي، قدم لنا كسوف الشمس دليلاً على نظرية النسبية العامة لأينشتاين، ووفر الظروف لدعم اكتشاف عنصر الهيليوم، بل وساعد في إثبات أن الأرض كروية”.
وتابع “سيمبر”: “خذ على سبيل المثال هالة الشمس، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي الداخلي للشمس، ونظرًا لأن سطح الشمس شديد السطوع، فمن المستحيل عادةً رؤية هذه الهالة الخافتة. لكن خلال فترة الكسوف الكلي، يحجب القمر الضوء عن سطح الشمس بشكل شبه كامل، وعندما يحدث ذلك، يمكن رؤية الإكليل الداخلي بسهولة”.
وأشار: “لا تزال هناك ألغاز تحيط بهذه الطبقة، منها ارتفاع درجة حرارة الإكليل أكثر من 1.8 مليون درجة فهرنهايت، ومع ذلك فإن سطح الشمس أكثر برودة بكثير، فلا يتجاوز 10 آلاف درجة فهرنهايت.
خلال كسوف عام 2017، وجد الباحثون أنه حتى عندما تكون الشمس مغطاة بالبقع الشمسية وغيرها من الظواهر السطحية العملاقة، تظل درجة حرارة الإكليل ثابتة، ولا يزال العلماء يحاولون معرفة السبب.
كاريكو ووايزمان.. رائدا لقاح كوفيد الحاصلان على “نوبل” هذا العام