تواجه حاجة كل فرد إلى تنظيم حياته حقيقة أن البشر لا يجدون الالتزام بالقواعد وضبط النفس أمرًا مريحًا، وهو ما دفع الكاتب جوردان بيترسون لتأليف كتاب “12 قاعدة للحياة”، لمساعدة الناس على إيجاد معنى للعيش، استنادًا إلى سنوات من البحث في مواضيع مختلفة، تشمل الدين والأساطير وعلم الأعصاب وعلم النفس.
القواعد الـ 12 لحياة ناجحة
يعتقد بيترسون أن طريقة عيش حياة حرة وسعيدة يمكن في تبني القواعد التي تساعدك على فعل الخير في الحياة، وهي:
القاعدة 1: عزّز إيمانك بقدراتك
يقول المؤلف إن البشر يخضعون للتسلسل الهرمي المهيمن والاستجابات الكيميائية الحيوية غير الطوعية، تمامًا مثل “الكركند”، الذي يخوض معارك من أجل الهيمنة مع أبناء جنسه.
ويضيف: “الكركند المهيمن لديه مستويات أعلى من السيروتونين، وثقة أكبر، وبعد كل مواجهة، يتغير دماغه، حيث يتجنب الخاسر المزيد من الصراع، بينما يكتسب المنتصر ثقة أعلى”.
وبالمثل، لدى البشر كاشف للهيمنة في الدماغ، لذا علينا أن السعي لنصبح من أولئك الذين يتمتعون بتقدير الذات؛ لأن هذا من شأنه نقل إحساس بالأمان والثقة، مما يجعلهم أكثر احترامًا، وبناء عليه تتحسن إنتاجيتهم ومستوى رفاههم.
باختصار، يؤثر إدراكنا الذاتي على المشاعر التي ننقلها لإنشاء حلقة ذاتية التعزيز، فإذا كنت تشعر بأنك فاشل لأي سبب من الأسباب، فإن الخطوة الأولى هي كسر الحلقة السلبية عن طريق تصحيح وضعك.
يبدأ هذا السلوك باتباع خطوات بسيطة، مثل الوقوف بشكل مستقيم ودفع الكتفين للخلف والنظر المباشر للعين عند التحدث مع الآخرين.
القاعدة 2: اهتم بنفسك كما تهتم بالآخرين
نحن نميل إلى رعاية أشخاصنا المفضلين والمقربين منا بشكل أفضل من رعاية أنفسنا، فعندما يمرضون مثلًا، فإننا نتبع بجدية الرعاية الموصوفة، ومع ذلك، عندما نمرض، كثيرًا ما نفشل في أخذ وصفاتنا الطبية، فيجب أن يعتني كل منا بنفسه كأي شخص نحبه.
القاعدة 3: أحط نفسك بالأشخاص الذين يريدون الأفضل لك
يتحول الفرد إلى مزيج من الأشخاص الذين يقضي معهم الوقت، ولذلك فإن العمل في الشركة الخطأ، يمكن أن يؤدي إلى تراجع مستوى صاحبه الوظيفة والتسبب له بمشاكل نفسية خطيرة.
ولتجنب الآثار السلبية، يجب عليك إحاطة نفسك بالأشخاص الناجحين الإيجابيين على جميع المستويات، سواء في العمل أو النادي وغيرهما.
القاعدة 4: ركّز على حياتك
بينما يصبح العالم أكثر ترابطًا، من السهل دائمًا العثور على شخص تعتقد أنه أفضل منك، سواء كان ذلك في المظهر أو الثروة أو المكانة أو العلاقات، وبغض النظر عما حققته، لا يزال بإمكانك الشعور بالدونية مقارنة بالآخرين، لذلك يعمل الكتاب على تعليمك كيفية التركيز على حياتك وجعلها أفضل بشكل تدريجي.
القاعدة 5: علم أطفالك الالتزام بقواعد المجتمع
لا يولد الأطفال بمهارات اجتماعية وثقافية، بل يجب تعليمهم كيف يعمل العالم وكيف يتفاعلون مع الناس من حولهم.
لوحظ أن الآباء الذين لا يضعون حدودًا واضحة لأطفالهم الصغار ينتهي بهم الأمر في الواقع إلى إيذائهم على المدى الطويل، وفي الكتاب هناك مجموعة مبادئ للتعامل مع هذا الأمر بحكمة.
القاعدة 6: نظم منزلك قبل انتقاد الآخرين
الانتكاسات والمعاناة لا مفر منها في الحياة، وفي حين أن هناك بعض الأشخاص يستجيبون بالإنكار، أو اليأس، أو الغضب، أو حتى بأفعال انتقامية، هناك آخرون يتغيرون بشكل إيجابي، وهم من يجب الاقتداء بهم.
القاعدة 7: ركز على هدف أسمى وابتعد عن الإشباع الفوري
“يمكننا استخدام المعاناة كذريعة للعيش بلا مبالاة في الوقت الحالي، أو يمكننا فعل شيء ذي معنى لتقليل المعاناة”، وفي هذا الشأن، يسلّط الكتاب الضوء على الأفكار التي تساعد على اكتشاف من نحن وما هي القيم التي يجب أن نعيش بها.
القاعدة 8: ابحث عن حقيقتك الشخصية وعشها
يقع بعض الأشخاص في خطأ الكذب على أنفسهم أو على الآخرين، ويركز الكتاب على اكتشاف الدوافع للكذب، وماذا يعني أن تجد حقيقتك الشخصية وتعيشها.
القاعدة 9: تعلم أن تكون مستمعًا جيدًا
يمكن للمستمع الجيد التعلم أثناء مساعدة الآخرين على حل المشكلات، بالإضافة إلى التفكير بشكل سليم، ولكن الاستماع الجيد يلزمه الكثير من التدرب، وهو ما يشرح الكتاب كيفية عمله.
القاعدة 10: حدد مشكلتك بدقة لجعلها قابلة للحل
يتجنب بعض الناس النظر بعمق في مشكلة ما على أمل أن تزول من تلقاء نفسها، لكن هذا لا يؤدي إلا إلى تراكم الشكوك التي تتحول إلى الفشل، ولذا يحاول الكتاب تعليم القرّاء كيفية إدارة المشكلات.
القاعدة 11: قبول وجود عدم المساواة
يرى الكتاب أن نظرة البعض للتمييز وقمع النساء على يد الرجال، وأن نظرية كون التسلسلات الهرمية يتم إنشاؤها من قبل الأثرياء لاستغلال الفقراء أمور نسبية، ويقرّ بأن هناك عدم مساواة يجب قبولها، ولكن من منظور مختلف.
القاعدة 12: خذ وقتًا لتقدير الأشياء الجيدة في الحياة
المعاناة أمر لا مفر منه ويبدو أن بعض الناس لديهم الكثير في الحياة أسوأ من الآخرين، حيث يقول بيترسون إن ابنته عانت من التهاب المفاصل الروماتويدي النادر، والذي صاحبه ألم مفرط.
ويضيف: “إذا وجدت نفسك تتساءل عن المعاناة التي تبدو غير مجدية من حولنا، فإن هذه القاعدة الأخيرة تساعدنا على رؤية الأشياء من منظور مختلف، حيث تبدو الحياة تستحق العيش”.
