اليوم 21 يونيو هو اليوم العالمي للموسيقى، وبهذه المناسبة سنحاول التعرف على فوائد الموسيقى ومدى تأثيرها على صحتنا وعقولنا.
في عام 2009، اكتشف علماء الآثار الذين كانوا ينقبون في كهف بجنوب ألمانيا فلوتًا منحوتًا من عظم جناح نسر، الأداة الدقيقة هي أقدم آلة موسيقية معروفة على وجه الأرض، مما يشير إلى أن الناس كانوا يؤلفون الموسيقى منذ أكثر من 40 ألف عام.
على الرغم من أننا لا نستطيع التأكد بالضبط متى بدأ البشر في الاستماع إلى الموسيقى، فإن العلماء يعرفون شيئًا عن سبب قيامنا بذلك، الاستماع إلى الموسيقى يفيدنا بشكل فردي وجماعي.
الموسيقى تربطنا
يعتقد الباحثون أن إحدى أهم وظائف الموسيقى هي خلق شعور بالتماسك أو الترابط الاجتماعي، ويقول علماء التطور إن البشر ربما طوروا الموسيقى كأداة اتصال، كما تعتبر الموسيقى وسيلة قوية لتوحيد الناس.
الأناشيد الوطنية تربط الجماهير في الأحداث الرياضية، كما تثير الأغاني الاحتجاجية إحساسًا بوجود هدف مشترك أثناء المسيرات، تساعد أغاني الحب الشركاء المحتملين على الارتباط أثناء الخطوبة، كما يساعد غناء الوالدين للأطفال على تطوير قدراتهم.
تأثيرات الموسيقى على العقل
ينصح الأطباء في مركز جونز هوبكنز بالاستماع إلى الموسيقى لتحفيز عقلك، إذ يقول العلماء إن الاستماع إلى الموسيقى يُشغل عقلك، وذلك بفضل ما شاهدوه في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
للموسيقى أيضًا تأثير إيجابي في القدرة على الحفظ، ففي إحدى الدراسات، كلف الباحثون الأشخاص بمهام تتطلب منهم قراءة قوائم قصيرة من الكلمات ثم تذكرها، أولئك الذين كانوا يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية تفوقوا في الأداء على أولئك الذين يعملون في صمت أو مع ضوضاء بيضاء.
تتبعت نفس الدراسة مدى سرعة أداء الأشخاص لمهام المعالجة البسيطة وظهرت فائدة مماثلة، حيث ساعدت موسيقى “موزارت” الأشخاص على إكمال المهمة بشكل أسرع وأكثر دقة.
علاج الأمراض العقلية
الموسيقى تغير العقل، إذ اكتشف باحثون في علم الأعصاب أن الاستماع إلى الموسيقى يؤدي إلى إطلاق العديد من المواد الكيميائية العصبية التي تلعب دورًا في وظائف المخ والصحة العقلية:
الدوبامين، مادة كيميائية مرتبطة بمراكز المتعة و”المكافأة”
هرمونات التوتر مثل الكورتيزول
السيروتونين والهرمونات الأخرى المتعلقة بالمناعة
الأوكسيتوسين ، مادة كيميائية تعزز القدرة على الاتصال بالآخرين
على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية استخدام الموسيقى علاجًا دقيقًا لعلاج الأمراض العقلية، تشير بعض الدراسات إلى أن العلاج بالموسيقى يمكن أن يحسن نوعية الحياة والترابط الاجتماعي للأشخاص المصابين بالفصام.
تأثير الموسيقى على الجسد
يمكن للموسيقى أن تجعلك ترغب في الحركة، حيث يمكن أن تغير الموسيقى معدل التنفس وضربات القلب وضغط الدم، اعتمادًا على شدة الموسيقى وإيقاعها، ففي عام 2015 ، وجد الباحثون في جامعة شنغهاي أن الموسيقى الهادئة تساعد في تقليل التعب والحفاظ على قدرة العضلات على التحمل عندما ينخرط الناس في مهمة متكررة، كما قللت جلسات العلاج بالموسيقى من التعب لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجات للسرطان.
لماذا نحب الموسيقى ونستمتع بها؟
قد تجعلنا نبكي.. لماذا نحب الاستماع إلى الموسيقى والأغاني الحزينة؟