انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي بين واشنطن طهران، اليوم الجمعة، في روما، بتقدم محدود ولكن دون حسم، بحسب ما أعلنته سلطنة عمان وسيط المحادثات.
ومن المقرر أن يجتمع الأمريكيون والإيرانيون مرة أخرى لاستكمال المحادثات التي تستهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد بعد انهيار اتفاق عام 2015، ولكن في موعد غير محدد حتى الآن، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن وفد إيراني، فيما لم يصدر الوفد الأمريكي أي تعليق في أعقاب جلسة روما. ووصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، المحادثات النووية بأنها معقدة وتحتاج إلى المزيد من المفاوضات والنقاشات، ولكنه في نفس الوقت قال إن هناك إمكانية لتحقيق المزيد من التقدم خصوصًا في ظل المقترحات التي قدمتها سلطنة عمان. وأضاف عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي “لقد انتهينا للتو من واحدة من أكثر جولات المفاوضات احترافية”.
قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي تتوسط بلاده في المفاوضات يوم العاشر إن الجولة الخامسة من المحادثات انتهت “ببعض التقدم ولكن ليس حاسما”. وأضاف: “نأمل أن نتمكن من توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، حتى نتمكن من المضي قدما نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف”.
وبشكل عام تواجه محادثات التوصل إلى اتفاق نووي بين الجانبين تحديات ضخمة يتمثل أبرزها في رغبة الولايات المتحدة القضاء على أي قدرة تمنح طهران الفرصة لتخصيب اليورانيوم ومن ثم إنتاج سلاح نووي وهو ما قد يُطلق سباق تسلح نووي إقليمي ويهدد أمن الكيان المحتل. وعلى الجانب الآخر، ترفض الجمهورية الإسلامية أي اتفاق قد يسلبها الحق في تخصيب اليورانيوم الذي تقول إنه لأغراض مدنية بحتة ولكنها في نفس الوقت تسعى للتخلص من العقوبات المفروضة على اقتصادها.
وقبل المحادثات، كتب عراقجي على موقع X: “صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق، صفر تخصيب = ليس لدينا اتفاق، حان الوقت لاتخاذ القرار”. ولكن ترامب يرى أن المفاوضات تسير في الطريق الصحيح، بحسب ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين يوم الخميس. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بالحصول على برنامج للطاقة النووية المدنية لكن دون تخصيب اليورانيوم، مع إقراره بأن هذا “لن يكون سهلا”.
على الجانب الآخر، رفض المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي يملك الكلمة الأخيرة في شؤون الدولة، المطالب بوقف تخصيب اليورانيوم ووصفها بأنها “مفرطة ومثيرة للغضب”، محذرا من أن مثل هذه المحادثات من غير المرجح أن تسفر عن نتائج. كانت الولايات المتحدة طالبت إيران بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم – المادة الخام لتصنيع القنبلة النووية – بالكامل عن طريق نقله إلى دولة أخرى، كما رفضت كذلك الدخول في أي نقاشات حول برنامجها الصاروخي الباليستي الذي يمكنه حمل الرؤوس الحربية لمسافات طويلة.
وتُبدي طهران موافقة على فرض بعض القيود على تخصيبها لليورانيوم، ولكنها في نفس الوقت تشترط ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع عن أي اتفاق نووي مستقبلي. وكان ترامب انسحب خلال ولايته الأولى عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى وإيران في عام 2015. ومنذ عودته إلى منصبه هذا العام، استأنف حملة “الضغط الأقصى” على طهران، وأعاد فرض عقوبات أمريكية شاملة لا تزال تُعيق الاقتصاد الإيراني، وردت إيران بتصعيد التخصيب.