أعلنت الصين أمس الثلاثاء عن توقيع اتفاق أمني واسع، مع “جزر سليمان“، والتي تقع في المحيط الهادئ.
هذه الخطوة قد تثير غضب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، لأنهم يخشون أن يصبح للجيش الصيني موطئ قدم هناك.
جزر سليمان قد لا يسمع عنها الكثيرون، ولكنها تحولت مؤخرًا لساحة تنافس بين واشنطن وبكين، لكن ماذا نعرف عنها، ولماذا تشكل “جزر سليمان أهمية كبرى لأمريكا ودول الغرب؟
ما هي جزر سليمان؟
تقع جنوب شرقي بابوا غينيا الجديدة، وهي محمية بريطانية سابقة، وتضم سلسلة من الجزر البركانية التي يغلب على أراضيها الجبال والغابات، وتبلغ مساحتها حوالي 28 ألفاً و896 كيلومتر مربع.
يبلغ عدد الجزر الرئيسية 6 جزر، بجانب حوالي 900 جزيرة بركانية صغيرة، وحوالي 300 جزيرة بركانية مأهولة بالسكان
“هونيارا”، هي عاصمة جزر سليمان، وتقع تحديدًا في جزيرة “جوالدلكنال”، إذ تعتبر الجزيرة الأكبر بين مجموعة الجزر.
تعتبر “إليزابيث الثانية”، ملكة بريطانيا هي زعيمة الجزر، ويمثلها “ديفيد فوناجي” وهو الحاكم العام للجزر، وتتركز السلطة الإدارية للبلاد في يد “ماناسيه سوجافاري”، رئيس الوزراء في جزر سليمان.
[two-column]
الاتفاقية الأمنية الموقعة أمس بين الصين وجزر سليمان، تسمح للبحرية الصينية بوضح سفنها الحربية في الجزر، وهو الأمر الذي أغضب أمريكا وحلفاؤها في الغرب وعلى رأسهم أستراليا ونيوزيلندا.
[/two-column]
تاريخ حافل بالاضطرابات
تاريخ جزر سليمان ملئ بالوقائع والمحطات، ففي عام 1899، تنازلت ألمانيا عن جزر سليمان الشمالية لصالح المملكة المتحدة، وذلك بعد أن أعلنت الحماية على الجزر الجنوبية لتصبح في حماية بريطانيا.
أما خلال الحرب العالمية الثانية وتحديدًا في عام 1942، نجحت اليابان في احتلال الجزر ودارت معارك ضارية بين القوات اليابانية والأمريكية في العاصمة “جوادالكانال” للسيطرة على الجزر، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تأسست في جزر سليمان حركة للاستقلال وتحديدًا في عام 1946، قبل أن تنجح الحركة في الحصول على الحكم الذاتي عام 1976، ثم الاستقلال في 1978.
بعد الحصول على الاستقلال شهدت جزر سليمان حقبة تسمى “التوترات”، وكانت عبارة عن نزاعات أهلية عنيفة، وصلت لذروتها بين الأعوام 1998 و2003، وكادت تقضي على البلاد إلى أن توافق الفرقاء ووقعوا اتفاقاً للسلام برعاية أسترالية عام 2008، لكن أعمال العنف تواصلت بعدها بشكل متقطع، مما اضطر قوات حفظ السلام بقيادة أستراليا للتدخل في عام 2003، والتي استمرت حتى عام 2017.
لماذا غضبت أمريكا وحلفاؤها؟
أما بالنسبة للاتفاقية الأمنية الموقعة أمس بين الصين وجزر سليمان فهي تسمح للبحرية الصينية بوضح سفنها الحربية في الجزر وهو الأمر الذي أغضب أمريكا وحلفاؤها في الغرب وعلى رأسهم أستراليا ونيوزيلندا.
ووفقا للتسريبات التي خرجت خلال الأيام الماضية، ونشرها موقع “أكسيوس”، تنص مسودة الاتفاقية الأمنية على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات والواقعة في جنوب المحيط الهادئ.
ومن أكثر الأمور التي أدت لتصاعد غضب الولايات المتحدة الأمريكية، تحول ولاء جزر سليمان من تايوان إلى الصين عام 2019، وتشكل الجزر الواقعة في جنوب المحيط الهادئ والتي يقل سكانها عن 700 ألف نسمة بالإضافة إلى جزر فيجي وفانواتا وبابوا غينيا الجديدة، مناطق استراتيجية مهمة في المحيطين الهادئ والهندي، تتسابق عليها كل من أميركا والصين للتوسع والتمدد فيها، لكن حتى الآن تدور هذه الجزر في فلك المحور الأميركي الأسترالي.
لماذا يتجه العالم حاليًا لتعلم اللغة الصينية؟
الإنتربول أكبر منظمة شرطية في العالم.. ما هو وما مهامه؟
ما هي الأسلحة النووية “التكتيكية” التي حذر منها الرئيس الأوكراني؟