تستمر قضية تغير المناخ في تصدُّر اهتمامات العالم، في ظل ما نواجه من آثار بيئية مدمرة وزيادة ملحوظة في درجات الحرارة، وتوقعات بأن يكون عام 2024 هو الأكثر حرارة على الإطلاق، لكن، وعلى الرغم من هذه الحقائق، ما يزال هناك العديد من الأشخاص حول العالم الذين لا يعدون تغير المناخ تهديدًا حقيقيًا.
في محاولة لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، تعاونت شركة «Visual Capitalist» مع مؤسسة «Lloyd’s Register» لاستكشاف مدى تأثر الناس في مختلف أنحاء العالم بمخاطر تغير المناخ ومدى إدراكهم لهذه المخاطر.
استقصاء المخاطر العالمي
في إطار سعيها لجمع بيانات دقيقة حول هذه القضية، أجرت مؤسسة «Lloyd’s Register» استطلاع بعنوان «استقصاء المخاطر العالمي» بالتعاون مع خبراء الاستطلاعات في شركة «جالوب»، تضمن سؤالًا طُرح 147 ألف شخص من 142 دولة حول العالم، مفاده «هل سيكون تغير المناخ تهديدًا لبلدك خلال العشرين عامًا القادمة»؟
ويشير تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن متوسط درجة الحرارة العالمية بين يناير وسبتمبر من هذا العام قد ارتفع بمقدار 1.54 درجة مئوية مقارنة بالمستوى ما قبل الصناعة.
لكن نتائج استطلاع الرأي كشف أن نسبة عالية من سكان بعض الدول ترى في تغير المناخ تهديدًا خطيرًا، في حين أن آخرين لا يشعرون بالخطر، على سبيل المثال، أظهر الاستطلاع أن 96% من الإسبان و95% من الألمان يعتبرون تغير المناخ تهديدًا مباشرًا لدولهم في السنوات القادمة، بينما تراجعت النسبة في دول مثل اليابان والمملكة المتحدة إلى 93%، مع بقاء 7% فقط من سكان هذه الدول لا يرون فيه تهديدًا.
من جهة أخرى، كشفت البيانات عن أن حوالي 28% من الأشخاص حول العالم لا يرون تغير المناخ تهديدًا، وهو رقم مرتفع بشكل خاص في بعض الدول المنتجة للنفط، حيث يعتقد المواطنون أن التغيرات البيئية لن تؤثر عليهم بشكل مباشر.
هل تغيرت التصورات حول تغير المناخ؟
إلى جانب تحليل بيانات استطلاع عام 2024، قامت مؤسسة «Lloyd’s Register» بإجراء استطلاع الرأي نفسه في عام 2021، ما أتاح للباحثين مقارنة التوجهات الحالية مع السنوات الماضية، ومن المثير للاهتمام أن التصورات حول تغير المناخ لم تتغير بشكل كبير منذ عام 2021، حيث كانت نسبة 28% من المشاركين في الاستطلاع السابق أيضًا لا يرون فيه تهديدًا.
هذا يشير إلى أن الجهود التوعوية لم تؤثر بالقدر المطلوب على تغيير التصورات العامة، رغم تزايد الأحداث المناخية المتطرفة والاقتصادية التي ألحقت أضرارًا كبيرة في مختلف أنحاء العالم.
العالم أمام مفترق طرق
مع تزايد الأضرار الناتجة عن تغير المناخ وزيادة الحرارة المتسارعة، ما يزال أكثر من ربع سكان العالم لا يرون فيه تهديدًا. هذا الانقسام العالمي في الإدراك يثير تساؤلات حول كيفية توحيد الجهود لمكافحة هذه الأزمة التي تمس الجميع. فهل ستستمر النظرة التي تقلل من خطورة الوضع في بعض المناطق؟ أم أن التطورات المستقبلية ستجبر الجميع على اتخاذ إجراءات جادة لمكافحة تغير المناخ؟