كان عام 1925 بمثابة نقلة نوعية في موسم الحج وكان من أهم المواسم في تاريخ الركن الخامس، إذ قال الملك عبد العزيز وقتها إنه مسافر إلى مكة لرفع المظالم التي أرهقت كاهل عباد الله. وما يؤكده التاريخ أن رحلة الحج لم تكن بهذه الحالة الميسورة قبل قدوم الملك عبد العزيز.
ونقل بعض المؤرخين تفاصيل الاضطرابات التي سيطرت على موسم الحج منذ القرن التاسع عشر الميلادي، إذ كان الحاج يعايش انعدام الأمن ونهب الأموال وترصد الأوبئة، كانت الرحلة ما هي إلى عذاب غاب عنها التيسير والأمان، بخلاف غياب التنظيم وتزايد الجدل. وبحلول عام 1925، وجد ضيوف الرحمن من يتعهد لهم الأمان ويوفر لهم السلع وييسر العبادات، وتم وضع خطيب ليوم عرفة، ومنذ ذلك الحين لم تفارق الخدمة ضيوف الرحمن، واللبنات التي تم وضعها في عهد المؤسس يفخر بها المسلمون اليوم.
قال أستاذ التاريخ السعودي د. مترك السبيعي، إن توحيد المملكة واستقرارها ساهم في تحويل الحج إلى رحلة روحانية آمنة حتى يومنا هذا.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: من أكبر مشاريع الملك عبد العزيز التي تنم عن الفكر وبعد النظر هو بناء “الهجر” التي بناها الملك عبد العزيز في عام 1332هـ وجمع من خلالها القبائل بما حقق الاستقرار”. وتابع: “نجد أن الممثل السياسي البريطاني في إحدى رسائله لمفوضه في بغداد كان يقول إن الملك عبد العزيز نجح نجاحًا باهرًا في بناء تلك المستوطنات البشرية وجمع البادية من خلالها في مقار حتى أصبحوا يدًا واحدة متكاتفة ومتعاونة.
واستكمل السبيعي: “الملك عبد العزيز عندما جاء كان هاجسه الأكبر منذ أن دخل الحجاز في 1343هـ/1925م، هو أن يعيد الأمن الذي كان مفقودًا، وفي عام 1326هـ، اقتتل الناس في صحن المسجد الحرام وضاعت الفريضة بالكامل في هذا الوقت، وكان السلطات في هذا الزمان عاجزة عن اتخاذ أي تدابير أمنية”.
وعن أسباب الاقتتال في الحرم، قال السبيعي: “كان انعدام الضبط السياسي والحكومة التي تضبط تطبيق الأمن والعلوم الشرعية التي كانت موجودة، لذلك الملك عبد العزيز عندما دخل مكة المكرمة في عام 1925 أطلق نداءً إلى العالم الإسلامي أجمع، وقال إنه من واجبنا حماية المسلمين في شتى بقاع الأرض، وأطلق دعوة للحجاج متعهدًا بحمايتهم وضمان سلامتهم”.
أستاذ التاريخ السعودي د. مترك السبيعي يوضح لـ #هنا_الرياض :
توحيد المملكة والاستقرار السياسي فيها حول الحج إلى رحلة آمنة وروحانية pic.twitter.com/UzwtxEiaoe
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) June 2, 2025