يواجه ما يقرب من نصف اللغات الموقعة والمنطوقة في العالم، والبالغ عددها حوالي 7000 لغة، خطر الانقراض الوشيك.
ويشكل الانقراض اللغوي تهديدًا جسيمًا للتراث الثقافي والتنوع اللغوي في مختلف أنحاء العالم، حيث بينما يتحدث ما يقارب 90 مليون شخص لغات مهددة بالانقراض.
اللغات المنقرضة
تُعرّف اللغة المنقرضة على أنها تلك التي فقدت جميع متحدثيها الأصليين، وفي العصر الحديث، تتعرض اللغات لمخاطر الانقراض بسبب التحولات الثقافية، والتداول المتزايد للغات، والاستيلاء على المشهد اللغوي من قبل لغات الدول الأوروبية الرئيسية.
في مثال واضح على ذلك، استبدلت العديد من لغات السكان الأصليين في الأمريكتين باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية والهولندية نتيجة للاستعمار الأوروبي للمنطقة.
وفي الوقت الحالي، يعتبر نحو 43% من اللغات الحية في العالم – والتي يبلغ عددها 7168 لغة – مهددة بالانقراض، مما يعني أن أكثر من 88 مليون شخص يتحدثون بلغات تواجه خطر الانقراض.
هذه التحديات تستدعي جهوداً مشتركة عالمية لحماية والمحافظة على تنوع اللغات، فهو جزء أساسي من تراثنا الإنساني وثرواتنا الثقافية، وعلينا الاعتراف بأهميته والعمل على الحفاظ عليه قبل فوات الأوان.
العقود القليلة القادمة
في عالم يتسم بتنوع لغوي هائل، تتعرض حوالي 100 لغة حول العالم لخطر حقيقي بالانقراض خلال العقود القليلة القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري للحفاظ عليها.
وعلى الرغم من أن كل لغة تمثل ثروة ثقافية وتاريخية مهمة لأفراد يتحدثونها ويكتبونها، فإن 80% من هذه اللغات المهددة بالانقراض (البالغ عددها 2484) موجودة في 25 دولة فقط.
وتبرز بعض البلدان كأكثر تعرضًا لخطر الانقراض اللغوي، حيث تضم إندونيسيا، بابوا غينيا الجديدة، أستراليا، والولايات المتحدة أكثر من ألف لغة تواجه مستقبلاً مشؤومًا.
كما يظهر تأثير الاستعمار بوضوح، حيث يتحدث معظم متحدثي هذه اللغات المهددة بالانقراض في مجتمعات السكان الأصليين، مما يهدد بفقدان ثقافاتهم وتراثهم الغني.
ومع ذلك، هناك أمل في إنقاذ هذه اللغات، حيث أثبتت تجارب ناجحة، مثل تعزيز تدريس اللغات الأصلية في المدارس، في دول مثل نيوزيلندا والولايات المتحدة، أنه يمكن تعزيز عدد المتحدثين بها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تقدم أدوات فعالة للحفاظ على هذا التنوع اللغوي الثمين، مما يعزز الأمل في استمرارية هذه اللغات الثرية وتراثها الحضاري.
اقرأ أيضاً:
النمو المتوقع لأعداد معتنقي الديانات في 2060