علوم

هل الدماء فقط هي ما يجذب أسماك القرش؟

تعد الألوان الزاهية لمعدات إنقاذ الأرواح التابعة للبحرية مصدراً لجذب أسماك القرش، حيث تستخدم سترات الإنقاذ ذات اللون البرتقالي أو الأصفر عندما يحدث تحطم طائرة أو سفينة فيرتديها الناجون، خاصة وأنه الفرصة الوحيدة لرصد هؤلاء الناجين.

وفي دراسة قام بها علماء البحرية حول الأشياء التي تنجذب إليها أسماك القرش، بخلاف دماء المصابين أو القتلى فمن الممكن أن ينجذبا أيضاً إلى اللون، ويطلق البعض على تلك المعدات اسم “Yum-yum yellow”.

مفهوم البصر الضعيف الخاطئ

كان يعتقد أن أسماك القرش تعاني من ضعف البصر، لكن كشفت الأبحاث الحديثة عن رؤى جديدة حول قدرتها على رؤية الألوان وما إذا كان بإمكانها تمييز الفريسة عن البشر، ففي حين أن الأسباب الدقيقة لهجمات أسماك القرش قد تكون غير مفهومة لكن يرجح أن تلعب ألوان الملابس وألواح التزلج وغيرها من المعدات دوراً فعالا في جذب أسماك القرش.

وأكد عالم أسماك القرش سام غربر، ومنشئ جمعية Elasmobranch الأمريكية، والذي توفي عام 2019، أنه يمكن لأسماك القرش تمييز الضوء من الظلام وتتمتع بحدة بصرية ممتازة، لافتاً أن بعض عيون القرش تحتوي على كل من العصي والمخاريط وهي قادرة على تقديم كل من اللون والتفاصيل الدقيقة.

قادرة على تحديد التباين

في حين قام العالم الفيسيولوجي ناثان هارت، باستكشاف الرؤية بدقة شديدة لدى أسماك القرش، وعندما نظر في المظهر الجانبي لشبكية أسماك القرش المختلفة وجد أنها لا تستطيع رؤية اللون جيدًا على الإطلاق، لكن هذا لا يعني أن أسماك القرش لديها بصر ضعيف لكن بعض أنواع أسماك القرش التي تعيش في قاع البحر لديها حساسية شديدة تجاه التباين مقارنة بالحيوانات الفقارية الأخرى.

في المياه الصافية مع ضوء الشمس الساطع، ستكون أسماك القرش قادرة على تمييز الأشياء بشكل أفضل، وغالبًا ما تصطاد أسماك القرش العابرة للمحيطات مثل القرش الأزرق والسمك الأبيض المحيطي بالقرب من السطح حيث تكون جودة الضوء جيدة في العادة.

تشترك عيون أسماك القرش أيضًا في ميزة قد يكون أصحاب القطط على دراية بها: طبقة عاكسة من المواد البلورية في الجزء الخلفي من العين تسمى “tapetum lucidem” تعمل هذه الطبقة كمرآة تعكس الضوء الذي كان من الممكن أن يضيع مرة أخرى في العين ، مما يساعد على تحسين الرؤية عند مستويات الإضاءة المنخفضة.

تتلألأ بعض أنواع عيون أسماك القرش عند تعرضها لمصدر ضوء ساطع في الظلام ، بنفس الطريقة التي تتلألأ بها القطط من اندفاع الضوء مثل فلاش الكاميرا.

وبينما تستفيد أسماك القرش من مجموعة واسعة من الحواس الأخرى المتزايدة ، تظهر الأبحاث حتى الآن أنه ليس كل بصر سمك القرش هو نفسه، حيث إن البيض الكبار على وجه الخصوص يعتمدون على البصر أكثر من الأنواع الأخرى.

فضول أسماك القرش وقلة الخبرة

صدرت تقارير خلال هذا الشهر تفيد أن مجموعة من الأشخاص تعرضوا للعض في شواطئ لونج آيلاند بنيويورك، ويعتقد أن أسماك القرش هاجمتهم بسبب الأسماك التي تصطادها في المياه الضحلة أو سلوكًا استكشافيًا من قبل حيوان فضولي.

ويقول نايلور إن فضول أسماك القرش تجاه بعض الألوان الزاهية والأنماط المتباينة قد يكون جزءًا من غريزة الصيد التي يحملها في ثناياه والتي تنتقل عبر آلاف السنين، موضحاً أن أسماك القرش تتعلم أيضًا عن طريق التجربة والخطأ، ولذلك في كثير من الأحيان تكون أسماك القرش المهاجمة صغيرة في العمر وليس لديها نفس خبرة الأسماك الأكبر، فهم أكثر تمييزًا ويستهدفون فرائسهم المناسبة بدقة.

ماذا لو توقفنا عن صيد الأسماك؟.. هكذا ستتأثر البيئة البحرية

علماء يدّعون أن سلوك أسماك القرش العدائي قد يكون بسبب تعاطيها المخدرات!

هجمات أسماك القرش حول العالم في 2022.. كم عددها؟ وأين وقعت؟