يونيو ١٣, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
العطور وكريمات العناية قد تدّمر صحتك!

أظهرت دراسة علمية حديثة، نشرت في “Science Advances” وأجرتها جامعة ماكس بلانك بالتعاون مع باحثين من “Penn State” وجهات أخرى، أن ما نضعه على بشرتنا من العطور أو الكريمات قد يُحدث تغييرات جذرية في الطبقة الغازية الواقية لأجسادنا.

تعرف هذه الطبقة بالمجال الأكسدي البشري، وهي تفاعل كيميائي طبيعي يحدث عندما تتفاعل الزيوت الطبيعية في الجلد مع الأوزون الموجود في الهواء المحيط.

المجال الأكسدي البشري يشبه طبقة درع شفاف، تتكوّن حول الجسم البشري، وتصنّف جزيئات الهيدروكسيل فيه على أنها “منظف الغلاف الجوي“، فهي تلتقط وتتفاعل مع الملوثات المحمولة في الهواء وتنقيها قبل أن تلفظها في محيط قريب من الجهاز التنفسي البشري، أي أنها تطهر الهواء الذي نستشنشقه بشكل طبيعي.

في التجارب التي أُجريت داخل تجاويف صغيرة محكمة التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، خضع المتطوّعون لاختبارات أثناء وضع كريمات عناية خالية من الرائحة تحتوي مثلاً على حمض اللينوليك ومادة “Phenoxyethanol”، وأثناء استخدامهم عطور عادية.

حين وُضع الكريم، رصد ارتفاع في نشاط الهيدروكسيل بنسبة 170%، لكن في المقابل انخفضت كمية الهيدروكسيل المتاحة قرب الجلد بنسبة 140%، إذ انجذبت هذه المواد إلى “Phenoxyethanol” وامتصته، وهي ظاهرة تخفض فعالية المجال الأكسدي بشكل ملحوظ.

وأظهرت العطور المخبرية ذات الطابع الكحولي الحاد التي تحتوي على أكثر من 99% من الإيثانول، تأثيرًا فوريًا وقويًا على مجال الأكسيد.

فعلى الرغم من سرعة تبخره، إلا أن مستويات جزيئات الكحول الأحادية وأبخرة الإيثانول ارتفعت بأكثر من 10 مرّات قرب أعلى الرأس بعد الرش، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 86% في تركيزات جزيئات الهيدروكسيل حول منطقة تنفس العينة، أي أن العطر ليس فقط مؤثّرًا، بل سريعاً في إحداث تبدّل كيميائي يمكن أن يؤثر على التنفس.

عند دمج العطر مع الكريم، فإن التفاعل يحدث على مرحلتين؛ يتسبّب العطر في تعطيل فوري، يلي ذلك تأثير طويل للكريم.

تتجمّع الأبخرة فوق منطقة الرأس والصدر أعلى من مكان الرش مباشرة، مما يعني أن منطقة الشهيق هي الأكثر عرضة لهذه التغييرات.

والأخطر من ذلك، أنّ قلة جزيئات الهيدروكسيل في الوسط قد تُبقي على التلوث محمولًا لفترات أطول، أو تحوّله إلى مركبات ثانوية خطرة قادرة على النفاذ إلى الرئتين أو الترسيب على الأسطح وامتصاصها ليلًا، وقد يُشكل هذا تحديًا صحيًا للأطفال والمرضى المصابين بالربو أو الحساسية.

كما أكد أحد العلماء المعنيين بالبحث، البروفسور جوناثان ويليامز من “Penn State”، أن هذه الظواهر تسلط ضوءًا جديدًا على أن الاهتمام بجودة الهواء في الاماكن المغلقة يجب أن يشمل المنتجات الشخصية التي نستخدمها، وليس فقط التهوية أو تلوث السيارات.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

إنفوجرافيك| التجارة بين أمريكا وكندا والمكسيك: السلع المتبادلة الأكثر قيمة

المقالة التالية

دماغك يدفع ثمن ساعات العمل الطويلة