أعلنت قوات الأمن السورية اعتقال وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأحد رجال النظام السابق في سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة تمكنت من إلقاء القبض على وسيم الأسد على الحدود السورية اللبنانية، والذي يُعتبر من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام البائد.
يُعد وسيم الأسد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في سوريا خلال السنوات الأخيرة، ارتبط اسمه بسلسلة من القضايا الأمنية والجنائية، وظهر بشكل متكرر في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقوم بأعمال عنف ضد معارضين للنظام السابق، متحديًا الرأي العام ومتباهيًا بتصرفاته.
رغم عدم توليه أي منصب رسمي في مؤسسات الدولة السورية خلال حكم بشار الأسد، لعب وسيم دورًا غير معلن داخل منظومة الحكم، وعُرف في الأوساط السياسية والعسكرية كواجهة للعائلة الحاكمة، وممثلًا غير رسمي لها في مناطق عدة، خاصة في الساحل السوري.
مستفيدًا من انتمائه العائلي، استطاع بناء شبكة واسعة من العلاقات والنفوذ امتدت لتشمل وحدات عسكرية وشبكات تجارية وأمنية.
مع انطلاق الحراك السوري في بداياته، لعب وسيم دورًا بارزًا في إنشاء وتمويل ميليشيات موالية للنظام، وظهر في صور ومقاطع مرتديًا الزي العسكري ومحاطًا بمقاتلين ومركبات فارهة، ما جعله رمزًا من رموز القمع والولاء للنظام.
هذا الظهور العسكري تزامن مع اتهامات متزايدة ضده بالتورط في أعمال إجرامية تتجاوز الإطار السياسي، لتشمل لاحقًا الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال.
على مدار العقد الماضي، تحوّل وسيم إلى اسم محوري في ملف الاتجار بالمخدرات، خاصة الكبتاغون، وهو نوع من المواد المنبهة التي باتت تُصنع وتُهرّب على نطاق واسع من الأراضي السورية.
وأشارت تقارير إعلامية ومصادر محلية إلى أنه كان يدير هذه الأنشطة إلى جانب ماهر الأسد، شقيق بشار، حيث تم استخدام المعابر الحدودية مع لبنان كممر رئيسي لعمليات التهريب.
في عام 2023 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وسيم الأسد، متهمة إياه بقيادة قوة شبه عسكرية شاركت في تأمين طرق التهريب، ووصفتْه بأنه “عنصر محوري في شبكة إقليمية للاتجار بالمخدرات”، حيث وفر الحماية للعمليات العابرة للحدود.
وقد أكدت تقارير أمريكية أن النظام السوري في تلك الفترة كان يعتمد على تجارة المخدرات كمصدر دخل رئيسي في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والعقوبات الدولية.
مع سقوط نظام الأسد اختفى وسيم عن الأنظار، بعض التقارير المحلية ذكرت أنه نشط في تجارة المخدرات، خصوصًا في المناطق ذات الغالبية العلوية، التي ظل يحتفظ فيها بقدر من النفوذ والحماية الاجتماعية.
قبل أن تعلن وزارة الداخلية السورية أن عملية القبض عليه نُفذت بواسطة إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة لها، وذلك من خلال كمين مُحكم أسفر عن القبض عليه بنجاح.
