تولت إسبانيا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي والتي تستمر حتى نهاية العام الحالي، في الوقت الذي تتحضر فيه البلاد لإجراء انتخابات على منصب رئيس الحكومة في نهاية الشهر، فما التغيير الذي يمكن أن يحدث؟ وكيف يمكن أن يؤثر على باقي الأعضاء؟
هل تتسبب الانتخابات الإسبانية في تغييرات كبيرة بالاتحاد الأوروبي؟
ستجري إسبانيا انتخابات مبكرة، بعد ثلاثة أسابيع فقط من توليها رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في 1 يوليو، لكن ليس من الواضح أن رئيس الوزراء الاشتراكي، بيدرو سانشيز، سيفوز ويظل رئيسًا للحكومة.
تظهر استطلاعات الرأي أن حزب الشعب المحافظ هو الأقرب للفوز، مما يعني أنه يمكن أن يشكل ائتلافًا مع الشعبويين اليمينيين.
من المحتمل أن يؤمن هذا للائتلاف مقاعد في البرلمان أكثر من التحالف اليساري بقيادة “سانشيز”، الذي دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة.
طوال الفترة الماضية، كان سانشيز يقلّل من تأثير الانتخابات على قيادة إسبانيا للاتحاد الأوروبي، حيث قال في مدريد في بداية شهر يونيو “الديمقراطية ليست مشكلة على الإطلاق.. ليست هذه هي المرة الأولى في أوروبا التي تجري فيها الانتخابات خلال فترة رئاسة الدولة للاتحاد”.
ومع ذلك، فإن الانتخابات والتغيير المحتمل للحكومة في بداية رئاسة المجلس لمدة ستة أشهر هي استثناء تام، حتى أن بيدرو سانشيز أجّل ظهوره في البرلمان الأوروبي أثناء حملته الانتخابية لإعادة انتخابه.
كان من المفترض أن يناقش سانشيز برنامجه لرئاسة المجلس في ستراسبورغ قبل إجراء الانتخابات، ولكن تم تأجيل الأمر حتى سبتمبر.
يقول المحللون والصحفيون في إسبانيا أيضًا أن التغيير المحتمل للحكومة في مدريد إلى معسكر شعبوي يميني محافظ لن يؤثر حقًا على المسار الإسباني التقليدي الصديق للاتحاد الأوروبي.
أهم الملفات التي يتعين على رئيس الاتحاد معالجتها
في اجتماع للمراكز البحثية في مدريد استعدادًا للرئاسة، قالت الخبيرة السياسية الإسبانية كارمي كولومينا إن “دعم أوكرانيا والدفاع ضد روسيا باعتبارها المعتدية لا يزالان من أهم المهام”.
سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقرر ما إذا كان بإمكان أوكرانيا ومولدوفا بدء مفاوضات الانضمام للاتحاد قبل نهاية هذا العام.
تعتقد كارمي كولومينا أن هناك أيضًا تحركًا فيما يتعلق بالدول الست الأخرى المتقدمة في غرب البلقان.
في هذا الشأن، تعّهد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس بوينو، بأن إسبانيا حريصة على قيادة النقاش حول قدرة الاتحاد الأوروبي على استيعاب أعضاء جدد.
وقال في مدريد: “نحتاج إلى التفكير في الإصلاحات التي يتعين علينا إجراؤها.. أحد الأمثلة سيكون تصويت الأغلبية في السياسة الخارجية أو المالية، وفي الوقت نفسه، يجب ألا نتجاهل وجهات النظر الأوروبية للدول التي ستنضم إلى الاتحاد”.
في الوقت نفسه، تريد الحكومة الإسبانية تمرير مجموعة كاملة من مسودة تشريعات الاتحاد الأوروبي المهمة بحلول نهاية هذا العام، بما في ذلك الإصلاح في قواعد العجز في منطقة اليورو.
ومن القضايا المهمة الأخرى تبسيط إجراءات اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، ليتم التفاوض بشأنها مع البرلمان الأوروبي، والاتفاق على إصلاح سوق الكهرباء.
أعلن بيدرو سانشيز أيضًا أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يصبح أكثر استقلالية عن الصين، وتحديد المزيد من الصناعات الرئيسية في أوروبا، أو على الأقل الاحتفاظ بالصناعات الموجودة هناك.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يركز سانشيز على إحياء العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتوقيع اتفاقيات تجارية مع كتلة ميركوسور، وكذلك مع تشيلي والمكسيك، ولهذه الغاية، ستعقد قمة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية في بروكسل يومي 17 و 18 يوليو، قبل الانتخابات الإسبانية.
لماذا أعلن الاتحاد الأوروبي تعيين أول مبعوث خاص إلى دول الخليج؟
بريطانيا تتراجع عن موعد إلغاء قوانين الاتحاد الأوروبي.. ما الأسباب؟