خطف الشاب كريم الحلو الأنظار كأبرز المواهب الجديدة في الحلقة الرابعة من الموسم السادس لبرنامج "ذا فويس"، بفضل صوته الجذاب وملامحه التي تحمل كثيرًا من الشبه مع جده، الموسيقار والفنان المصري الراحل محمد فوزي.
حفيد محمد فوزي يخطف الأنظار
أثار ظهور كريم فضول لجنة التحكيم، حيث أبدى الفنان أحمد سعد دهشته من الشبه الكبير بين الشاب والفنان الراحل، وسأل عن صلة القرابة، ليكشف كريم أن محمد فوزي هو ابن عم جده، مؤكدًا بذلك العلاقة العائلية التي تربطه بالإرث الفني الكبير.
و تمكن كريم من إثارة إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم على حد سواء، فيما بدا أن موهبته الغنائية تحمل إرثًا فنيًا ممتدًا، مما جعل لحظاته على المسرح محط الأنظار وموضوع حديث الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
و أشاد أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة؛ أحمد سعد، رحمة رياض، وناصيف زيتون بصوت وأداء كريم الحلو، حيث وصفه سعد بأنه يشبه جده جدًّا ولديه القدرة على أن يصبح فنانًا عالميًّا". وقدّم كريم مقطعًا من أغنية للراحل محمد فوزي، بالإضافة إلى أداء أغنية "آه لو لعبت يا زهر" للمطرب أحمد شيبة، ما دفع أعضاء اللجنة للتسابق على ضمه إلى فرقهم، معبّرين عن إعجابهم بموهبته وإحساسه الفني العالي.
كما اعتمد كريم حيلة ذكية لمنع الفنانة رحمة رياض من استخدام خاصية "سوبر بلوك"، مؤكدًا لها أن اختياره سينال رضاها، قبل أن يقرر في النهاية الانضمام إلى فريق أحمد سعد، لتبدأ رحلته في البرنامج لإظهار موهبته المميزة.
هل تنتقل الموهبة الفنية وراثيًا؟
برزت في الساحة الفنية العديد من العائلات والأشقاء الذين اقتحموا عالم الموسيقى بقوة، ما يطرح تساؤلات حول مدى كون الموهبة الموسيقية موروثة أو مرتبطة بعوامل وراثية. ويعتبر تطوير المواهب عنصرًا أساسيًا للنمو الشخصي والمهني، إذ يساهم في تمكين الأفراد من الوصول إلى كامل إمكاناتهم. ويؤكد الخبراء على أهمية اكتشاف المواهب الكامنة ورعايتها منذ الصغر، لضمان تحقيق أفضل النتائج وتنمية القدرات الفنية والمهنية بشكل متكامل.
وأظهرت الدراسات العلمية وجود روابط بين الجينات المرتبطة بالإدراك والذاكرة والتعلم وبين تنمية الموهبة الموسيقية، بما يشمل القدرة على تمييز النغمات، والاستعداد الطبيعي للموسيقى، وممارسة الاستماع، وجوانب أخرى من تطوير المهارات الموسيقية.
وأكدت الأبحاث أن نحو 80% من حالات فقدان القدرة على تمييز النغمات تحدد وراثيًا، وأن هناك جينات تؤثر على إفراز السيروتونين بكثافة، ما يرتبط بزيادة البراعة الموسيقية لدى الأفراد. تشير الدراسات إلى أن الوراثة تلعب دورًا مهمًا في تطوير المواهب، خصوصًا في انتقال القدرات الفطرية والذكاء العام. ومع ذلك، فإن البيئة تظل عاملًا حاسمًا في تنمية هذه المواهب ورعايتها، رغم أن مدى تأثيرها الدقيق لا يزال مجهولًا.
وأظهر تحليل لـ14 دراسة شملت كبار لاعبي الشطرنج والموسيقيين أن حوالي 30% فقط من التباين بين الأداء يُفسر بساعات التدريب، ما يعكس الدور الكبير للقدرات الفطرية والعوامل الوراثية. ومن الناحية البيئية، تحتاج الموهبة إلى رعاية وممارسة مكثفة. وقد لا يجد الطفل الموهوب البيئة المثالية لتطوير قدراته إذا وُلد في بلد يفتقر إلى الفرص والموارد، مثل بعض دول العالم الثالث. كما يُعد التعرض المبكر للفنون، وتعلم لغات أجنبية، والتدريب الموسيقي من العوامل المؤثرة بشكل كبير في صقل المواهب.
كما تؤكد الأبحاث أن الموهبة هي نتاج تفاعل الوراثة والبيئة، فالجينات تمنح الاستعداد الطبيعي، بينما تحدد البيئة وتجارب الطفولة المبكرة مدى تنمية هذه المواهب وتحقيق إمكاناتها الكاملة.
وتشير أبحاث متعددة إلى أن الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في الموهبة الموسيقية، وهو ما يتجلى في عائلات بارزة مثل أنوشكا شانكار وأختها غير الشقيقة نورا جونز، اللتين لم تلتقيا قط حتى سن البلوغ، لكنهما تمتلكان قدرات موسيقية متميزة. ورغم صعوبة تعريف الموهبة الموسيقية، ربط بعض الباحثين الإحساس بالقشعريرة عند سماع الموسيقى بالقدرة على استغلال المشاعر الموسيقية.
وأظهرت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة هلسنكي أن القدرة الموسيقية موروثة بنسبة 50%. ومن بين السمات النادرة والقابلة للقياس، تبرز النغمة المطلقة، أي القدرة على التعرف أو إعادة إنتاج نغمة موسيقية معينة فورًا دون أي مرجعية. وأفاد استطلاع ذاتي بأن 40% من المشاركين الذين بدأوا التدريب الموسيقي قبل سن الرابعة يمتلكون النغمة المطلقة، بينما تنخفض النسبة تدريجيًا لتصل إلى 3% فقط لدى من بدأوا دراسة الموسيقى في سن التاسعة أو أكثر، ما يؤكد أهمية البداية المبكرة في صقل الموهبة الموسيقية.
وفي تفسير علمي حول إمكانية انتقال جينات الإبداع في الحمض النووي، نشرت مجلة الجمعية الصوتية الأمريكية دراسة تناولت وراثة الموهبة الموسيقية في 2009، وأظهرت أن الجينات المرتبطة بالكروموسوم 4 قد تؤثر على قدرة الإنسان على فهم طبقة الصوت ومعالجة المعلومات السمعية. ويحتوي الكروموسوم 4 على 191 مليون زوج قاعدي تحدد سمات مختلفة مثل لون الشعر والاستعداد للصمم.
إلا أن الباحثين شددوا على أن النتائج الأولية لا تعني أن الوراثة هي العامل الحاسم، إذ جاء في ملخص الدراسة: "إن التأثيرات الجينية على الأمراض العقلية والمهارات والسلوكيات غير معروفة تمامًا في جوهرها". ما يؤكد أن العلاقة بين الجينات والقدرة الموسيقية لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث.
اقرأ أيضًا :
"جيمس ويب" على أعتاب اكتشاف الجيل الأول من النجوم
البراكين.. عامل توصيل الألماس إلى سطح الأرض
بينها السكري والسمنة.. ما سر إصابة القطط والكلاب بأمراض البشر؟














