كشف تصنيف “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” لعام 2025 عن استمرار الهيمنة الأمريكية على قمة التعليم العالي العالمي من خلال جامعاتها التي تحتل قائمة أفضل الجامعات البحثية في العالم. ويقدم هذا التصنيف، الذي يعتمد على مجموعة معقدة من المؤشرات، نظرة شاملة على المؤسسات الأكاديمية التي تقود الابتكار والإنتاج العلمي على مستوى الكوكب، ويرسم خريطة للقوى الأكاديمية التي تشكل مستقبل البحث العلمي.
ولا يعكس هذا الترتيب الذي نشره موقع Visual Capitalist فقط السمعة التاريخية، بل يستند إلى أداء ملموس في مجالات متعددة، مما يجعله مرجعًا هامًا لتقييم مكانة أفضل الجامعات البحثية وقدرتها على التأثير عالميًا.
حققت جامعة هارفارد المركز الأول عالميًا بدرجة كاملة بلغت 100، وهو ما يعكس تفوقها الشامل. ولم يقتصر هذا التفوق على الترتيب العام، بل امتد ليشمل عددًا من المقاييس الفرعية الرئيسية، حيث احتلت المركز الأول في: سمعة البحث العالمية، إجمالي عدد المنشورات العلمية، وإجمالي عدد الاستشهادات بأبحاثها، وعدد المنشورات التي تقع ضمن أعلى 10% من الأبحاث الأكثر استشهادًا.
ويأتي هذا التفوق الأكاديمي لجامعة هارفارد، التي تمتلك أحد أكبر صناديق الأوقاف في الولايات المتحدة، في وقت تواجه فيه تحديات تمثلت في تخفيضات شاملة فرضتها إدارة الرئيس ترامب، شملت إلغاء عقود فيدرالية وتجميد منح بحثية. ومع ذلك، حافظت الجامعة على مكانتها كواحدة من أفضل الجامعات البحثية.
تُظهر قائمة أفضل 30 جامعة بحثية هيمنة واضحة للجامعات الأمريكية، التي شغلت 19 مركزًا في القائمة. وتأتي الجامعات البريطانية في المرتبة الثانية من حيث الحضور، حيث تمكنت أربع جامعات بريطانية من حجز مكانها في هذه القائمة المرموقة، مما يؤكد على استمرار تفوق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مجال البحث العلمي المتقدم.
ومن بين المؤسسات البارزة في القائمة، تبرز جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي تُعد المؤسسة الوحيدة ضمن قائمة أفضل 30 التي تقدم برامج للدراسات العليا فقط، وتتركز أبحاثها بشكل حصري على العلوم الصحية والطبية الحيوية، مما يجعلها نموذجًا فريدًا ضمن أفضل الجامعات البحثية. ويعتمد هذا التصنيف الشامل على تقييم 2,250 جامعة بحثية من 105 دولة، وذلك بناءً على استطلاع للسمعة الأكاديمية و13 معيارًا بحثيًا دقيقًا، لكل منها وزن نسبي مختلف.
السمعة البحثية: العالمية (12.5%) والإقليمية (12.5%).
الإنتاج البحثي: المنشورات (10%)، الكتب (2.5%)، والمؤتمرات (2.5%).
تأثير الاستشهادات: تأثير الاستشهادات المعياري (10%) وإجمالي الاستشهادات (7.5%).
الأبحاث عالية التأثير: عدد ونسبة المنشورات التي تقع ضمن الـ 10% والـ 1% الأكثر استشهادًا.
التعاون الدولي: مؤشران يقيسان حجم التعاون الدولي.
وتمنح هذه المنهجية المعقدة تصنيف “يو إس نيوز” مصداقيته، وتضمن أن قائمة أفضل الجامعات البحثية تعكس أداءً حقيقيًا ومتكاملاً.