في كل عام، تترقب الأوساط الأكاديمية والطلابية حول العالم صدور التصنيفات العالمية للجامعات، وخصوصًا أفضل الجامعات خارج الولايات المتحدة، التي لم تعد مجرد قوائم شرفية، بل أصبحت مؤشرات ذات تأثير عميق على تدفقات المواهب، وتوجيه تمويل الأبحاث، وحتى على مكانة الدول وسمعتها.
ويكشف تحليل متعمق لأفضل الجامعات التي تقع خارج الولايات المتحدة لعام 2025، استنادًا إلى ثلاثة من أعرق التصنيفات وهي “تايمز للتعليم العالي”، و”QS”، و”التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم (ARWU)”، عن مشهد يتسم بالهيمنة التاريخية لقوى معينة، وصعود متسارع لعمالقة جدد.
لا تزال المملكة المتحدة ترسخ هيمنتها التي استمرت لقرون في عالم التعليم العالي. وتتربع جامعة أكسفورد على عرش أفضل الجامعات غير الأمريكية في تصنيفي “تايمز” و”ARWU”، ولا تخرج أبدًا عن المراكز الثلاثة الأولى عالميًا. وتأتي جامعة كامبريدج وكلية إمبريال كوليدج لندن في مراتب متقدمة جدًا بعدها مباشرة، مما يمنح المملكة المتحدة ثلاثًا من بين أفضل خمس مؤسسات أكاديمية غير أمريكية في العالم. ويعود هذا التفوق إلى مزيج من المكانة التاريخ المرموقة، والميزانيات البحثية الضخمة، والثقافة الأكاديمية القوية التي تركز على النشر العلمي.
في المقابل، تشهد جامعات آسيا صعودًا لافتًا ومدروسًا في التصنيفات العالمية. فقد حجزت جامعتا تسينغهوا وبكين في الصين مكانة ثابتة ضمن أفضل عشر جامعات في جميع القوائم الثلاث. ويُعزى هذا التقدم السريع إلى الاستثمارات الحكومية الهائلة في البحث والتطوير، والجهود الوطنية المنظمة لتنمية المواهب واستقطابها. وعلى نفس المسار، تبرز جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) بقوة، معتمدة على استراتيجية مختلفة ترتكز على استقطاب أفضل أعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء العالم، وبناء علاقات وشراكات متينة مع القطاع الصناعي.
بعيدًا عن بريطانيا، تحتفظ أوروبا بعمق أكاديمي كبير، حيث تبرز مؤسسات عريقة مثل المعهد الفدرالي السويسري للتقنية في زيورخ، وجامعة باريس ساكلاي في فرنسا، وجامعات ألمانيا المرموقة. وفي الوقت نفسه، نجحت دول مثل أستراليا وكندا في حجز أماكن متقدمة في القائمة، وذلك بفضل تركيزها على الأبحاث عالية الجودة والتأثير، متفوقة بذلك على حجمها السكاني.
وبينما لا تزال الولايات المتحدة تهيمن على العدد الأكبر من المراكز في التصنيفات العالمية بشكل عام، إلا أن تحليل أفضل الجامعات خارجها يظهر بوضوح أن عالم التعليم العالي النخبوي أصبح متعدد الأقطاب بشكل متزايد، وأن المنافسة على استقطاب العقول وجذب تمويل الأبحاث أصبحت أكثر شراسة من أي وقت مضى.
اقرأ أيضًا:
أفضل الجامعات في أمريكا 2023-2024 لراغبي التعلم في الولايات المتحدة
إنفوجرافيك| أفضل الجامعات الأمريكية المؤهلة لوظائف برواتب مرتفعة
إنفوجرافيك| منصة قبول توحّد إجراءات الالتحاق بالجامعات السعودية