logo alelm
لماذا نرى الوجوه في الجمادات؟.. العلم يكشف سر

هل سبق لك أن نظرت إلى مقبس كهربائي أو سحابة في السماء وشعرت بأنها تحدق بك؟ تُعرف هذه الخدعة الدماغية المدهشة بـ “باريدوليا الوجوه”، وهي ليست مجرد وهم عابر، بل نافذة تكشف عن طريقة قوية يعالج بها عقلنا العالم من حولنا.

أظهر بحث جديد أننا نتفاعل بقوة مع الوجوه الحقيقية والوهمية على حد سواء، ولكن عبر مسارات دماغية مختلفة، بل إن تلك الوجوه الخيالية قد تستحوذ على انتباهنا بشكل أقوى من نظيرتها الحقيقية.

دراسة تكشف سر رؤية الوجوه في الجمادات

استكشف باحثون من جامعة بريطانية مؤخرًا كيف يؤثر هذا التأثير البصري الغريب في جذب انتباهنا، ونُشرت نتائج دراستهم في مجلة “i-Perception” العلمية.

وقارنت الدراسة بين حالتين، الأولى عند رؤية شخص حقيقي يصرف نظره بعيدًا عنك، والثانية عند مصادفة أشياء جامدة تشبه الوجوه، وهي الظاهرة المعروفة علميًا بـ “باريدوليا الوجوه”.

ولتحقيق ذلك، أجرى الفريق أربع تجارب عُرفت باسم “مهمة توجيه التحديق” بمشاركة 54 متطوعًا، حيث تم قياس كيفية تغير انتباه المشاركين بناءً على اتجاه نظر الشخص الآخر أو التكوين الشبيه بالوجه في الجمادات.

وأظهرت النتائج أن انتباه الناس يتحول بشكل موثوق في كلتا الحالتين، سواء عند رؤية نظرة حقيقية أو عند رؤية الوجوه في الجمادات.

وكشفت الدراسة أن الدماغ يعالج هذين النوعين من الإشارات بطرق مميزة، فعندما يتعلق الأمر بالوجوه الحقيقية، ينجذب انتباهنا بشكل أساسي إلى العينين وإلى المكان الذي تنظران إليه.

أما مع ظاهرة “باريدوليا”، فإننا نميل إلى استيعاب الترتيب العام للوجه بأكمله، بما في ذلك موضع الملامح الشبيهة بالعين، وهو ما يؤدي إلى استجابة انتباه أقوى وأكثر استدامة.

وتوضح الدكتورة دي فو، المحاضرة في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة “سري”، قائلة: “يُظهر بحثنا أن كلاً من النظرات المنحرفة للوجوه الحقيقية والوجوه المُدرَكة في الأشياء يمكن أن يوجها نظرنا، لكنهما يفعلان ذلك عبر مسارات مختلفة”.

وتضيف أن الدماغ عند رؤية الوجوه في الجمادات يعالج بنيتها الكلية، مما ينتج عنه استجابة انتباه أقوى مقارنة بالتركيز على ملامح محددة في الوجوه الحقيقية.

وتمتد تطبيقات هذه النتائج إلى ما هو أبعد من فهم طريقة عمل الدماغ، إذ يمكن أن تكون لهذه الظاهرة آثار عملية، لا سيما في مجال تصميم المنتجات والإعلان.

ويمكن للمعلنين دمج تكوينات شبيهة بالوجوه في تصميماتهم، مع إبراز عناصر تشبه العينين، لزيادة جذب انتباه المستهلك وترك انطباع لا يُنسى عن منتجاتهم، مستغلين بذلك ميلنا الفطري إلى رؤية الوجوه في الجمادات.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

اعتقال زوجة رئيس كوريا الجنوبية السابق.. لماذا؟

المقالة التالية

من الحظر إلى السجن.. عقوبات الغش في الألعاب الإلكترونية