مخاوف أوروبية من "صفقة قبيحة" لإنهاء حرب أوكرانيا

ديسمبر ٢, ٢٠٢٥

شارك المقال

مخاوف أوروبية من "صفقة قبيحة" لإنهاء حرب أوكرانيا

تتصاعد المخاوف في العواصم الأوروبية بشأن مستقبل حرب أوكرانيا، خاصة مع الدفع الأمريكي الأخير نحو التوصل إلى اتفاق سلام، حيث يخشى القادة الأوروبيون من أن تكون أي صفقة لن تحقق الهدف الأوروبي المتمثل في إضعاف روسيا أو معاقبتها، مما يضع أمن القارة في خطر أكبر.

أوروبا تخشى "منطق القوى العظمى" في تسوية حرب أوكرانيا

على الرغم من نجاح الأوكرانيين والأوروبيين في مقاومة أجزاء من الخطة الأمريكية المكونة من 28 نقطة لإنهاء القتال، والتي رُئي أنها مؤيدة لروسيا بشكل كبير، فإن أي صفقة محتملة لا تزال تحمل مخاطر كبرى للقارة.

ويكمن مصدر القلق الرئيسي في أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى بوضوح للتوصل إلى صفقة تتبع "منطق القوى العظمى"، قائلاً: "نحن الولايات المتحدة، وهم روسيا، نحن قوى كبرى"، حسبما أفاد لوك فان ميديلار، المدير المؤسس لمعهد بروكسل للجغرافيا السياسية.

وتُعدّ قدرة أوروبا على التأثير في صياغة أي اتفاق محدودة للغاية، ولاسيما أنها تفتقر إلى القوة الصارمة التي تمكّنها من فرض الشروط، كما لم يكن لديها ممثلون في المحادثات التي جرت بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في فلوريدا نهاية الأسبوع الماضي، وستكتفي بالمشاهدة فقط عندما يزور المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء.

وحاول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو طمأنة الأوروبيين، إذ أكد أنهم سيشاركون في المناقشات حول دور الناتو والاتحاد الأوروبي في أي تسوية سلام، لكن الدبلوماسيين الأوروبيين لا يجدون راحة كبيرة في هذه التأكيدات، حيث يرون أن جميع جوانب الاتفاق، من التنازلات الإقليمية المحتملة إلى التعاون الاقتصادي الروسي الأمريكي، ستؤثر على أوروبا.

وأثارت هذه المبادرة الأمريكية الأخيرة مخاوف أوروبية متجددة بشأن مدى التزام واشنطن تجاه حلف الناتو، بما في ذلك مظلتها النووية والأنظمة التسليحية والقوات المتمركزة.

وصرح وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الأسبوع الماضي بأن الأوروبيين لم يعودوا يعلمون "أي تحالفات سنظل قادرين على الوثوق بها في المستقبل وأيها سيكون دائمًا".

وتخشى أوروبا من أن يكون أحد أعضاء الناتو الشرقيين هو الهدف التالي لموسكو، حيث أكد وزير الخارجية الألماني يوهان ويديبول أن أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن روسيا تُبقي خيار الحرب ضد الناتو مفتوحًا، "في موعد أقصاه 2029".

مخاوف من التنازلات الإقليمية وتمويل روسيا

يخشى المسؤولون الأوروبيون من أن أي اتفاق لا يحترم وحدة أراضي أوكرانيا، قد يمنح روسيا جرأة لمهاجمة مناطق أخرى.

ومع ذلك، يبدو من المرجح أن تسمح أي اتفاقية سلام لموسكو بالاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها بالقوة، سواء تم تغيير الحدود رسميًا أم لا، إضافة إلى ذلك، لم ترفض إدارة ترامب مطالبات روسيا ببقية منطقة دونباس التي لم تتمكن موسكو من الاستيلاء عليها بعد.

كما أعرب المسؤولون الأوروبيون عن خوفهم من أن يؤدي إنهاء عزلة روسيا عن الاقتصاد الغربي إلى تزويد موسكو بمليارات الدولارات لإعادة بناء جيشها.

وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، قائلة: "إذا كان جيش روسيا كبيرًا، وإذا كانت ميزانيتهم العسكرية كبيرة كما هي الآن، فسوف يرغبون في استخدامها مرة أخرى".

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قدّم نحو 209.23 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا منذ بداية النزاع الجاري في فبراير 2022، إلا أن القادة الأوروبيين يكافحون لفرض نفوذ قوي على أي تسوية سلام.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech