تشهد القمة الخليجية الـ46 حضورًا لافتًا هذا العام بمشاركة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي وصلت إلى المنامة تلبية لدعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وتأتي هذه المشاركة لتؤكد توجه دول الخليج نحو توسيع دائرة شراكاتها الدولية، وتعميق التعاون السياسي والاقتصادي مع إيطاليا في مرحلة تشهد تحولات إقليمية ودولية متسارعة.
مشاركة ميلوني في القمة الخليجية
وتنعقد قمة المنامة في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها التحولات الأمنية مع المصالح الاقتصادية والممرات البحرية، ما يرفع من أهمية توحيد المواقف الخليجية وتكثيف التنسيق السياسي في ملفات غزة وسوريا وإيران وأوكرانيا. كما تبرز على طاولة القمة فرص أوسع للتعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والبنية التحتية، وفق تقديرات مراقبين.
وعلى مر السنوات، شهدت القمم الخليجية حضور عدد من أبرز القادة العالميين، منهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، إلى جانب الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، ما يعكس مكانة القمة كمنصة محورية للحوار الإقليمي والدولي.
ووفقًا لدانييلي روفينيتّي، المستشار في مؤسسة "مِد–أور" الإيطالية، تمثل مشاركة ميلوني في القمة إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا لروما، وتجسيدًا لثقة دول الخليج بإيطاليا كشريك موثوق ومستقر. وأوضح أن القمة تعزز ثلاثة محاور استراتيجية: تكثيف التنسيق السياسي حول الملفات الإقليمية، وفتح آفاق للشركات الإيطالية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب تشجيع الاستثمارات الخليجية في إيطاليا، لا سيما المشاريع المرتبطة بـ"خطة ماتّيي" وممر "IMEC".
العلاقات الإيطالية مع دول الخليج
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين الخليج وإيطاليا زخماً متصاعداً، حيث ارتفعت الصادرات الإيطالية إلى المنطقة إلى 13.3 مليار يورو في 2024، محققة نمواً بنسبة 14.2%. وفي خطوة لتعزيز التعاون، عقد منتدى الأعمال السعودي–الإيطالي الذي شهد توقيع 22 اتفاقية في مجالات متنوعة.
ويرى دانييلي روفينيتّي أن مشاركة رئيسة الوزراء ميلوني «تعكس مرحلة يسعى فيها الخليج لتنويع شراكاته، مع اعتبار إيطاليا شريكاً مستقراً يمكن بناء الحوار والتعاون معه». كما تمثل القمة لإيطاليا محطة لتعزيز استراتيجية طويلة الأمد ترتكز على الاندماج الاقتصادي، ودبلوماسية الطاقة، والتعاون الأمني، وإعادة تفعيل القنوات السياسية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون.
ويشير المستشار في مؤسسة "مِد–أور" الإيطالية إلى أن اللقاء الثنائي بين ميلوني وملك البحرين يأتي ضمن إطار "شراكة الاستثمار والتعاون الاستراتيجي" التي أُطلقت مؤخراً، ويعكس التوسع المتنامي للانخراط الإيطالي في المنطقة، من السعودية إلى الإمارات وقطر.
وفي نوفمبر الماضي، احتضنت البحرين الاجتماع الـ19 لرؤساء برلمانات دول الخليج، الذي تناول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التكامل السياسي، وفتح آفاق الحوار مع الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية.
كما استضافت الرياض "منتدى الأعمال السعودي–الإيطالي" في أواخر نوفمبر، بمشاركة أكثر من 430 شركة إيطالية ونحو 600 شركة سعودية، أسفر عن توقيع 22 اتفاقية ثنائية تغطي مجالات البنية التحتية والطاقة والتقنية والصحة، إلى جانب الصناعات الثقافية والأغذية
اقرأ أيضًا :
ملك البحرين من القمة الخليجية: أمن دول مجلس التعاون "كل لا يتجزأ"











