قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر رويترز نيكست بنيويورك اليوم الأربعاء إن النتائج النهائية لقمة المناخ COP30 التي عُقدت في البرازيل الشهر الماضي كانت "مخيبة للآمال"، لكنها أظهرت أن التعددية لا تزال تعمل رغم غياب مشاركة الولايات المتحدة وتزايد التوترات الجيوسياسية العالمية.
وأضاف غوتيريش أنه يشعر بمشاعر متضاربة حيال المؤتمر، معتبرًا أن المفاوضات أظهرت قدرة المجتمع الدولي على التقدم في القضايا البيئية رغم التحديات.
اتفاق توافقي وسط تجاهل الوقود الأحفوري
نجحت رئاسة البرازيل في تمرير اتفاق مناخي توافقي بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات، يهدف إلى تعزيز التمويل للدول الفقيرة المتضررة من تغير المناخ، ومع ذلك، أغفل الاتفاق أي ذكر للوقود الأحفوري، ما اعتبره النقاد تراجعًا عن الإجماع الدولي السابق على تقليل الاعتماد على هذه المصادر تدريجيًا، واعترضت عدة دول على أن القمة لم تتوصل إلى خطط أكثر صرامة للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما أثار مخاوف من عدم تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاق باريس لعام 2015.
وأشار غوتيريش إلى أن التجاوز المتوقع لعتبة 1.5 درجة سيؤدي إلى زيادة تواتر وشدة الظواهر المناخية المدمرة مثل العواصف والفيضانات، محذرًا من ضرورة خفض الانبعاثات بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة لتجنب كارثة بيئية عالمية.
انسحاب الولايات المتحدة وفتح المجال للصين
أكد غوتيريش أن انسحاب الولايات المتحدة من العمل المناخي ترك المجال مفتوحًا أمام الصين لتعزيز دورها في السوق العالمية للطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وأضاف أن الصين تعهدت هذا العام بخفض الانبعاثات بنسبة 10% فقط، لكنه توقع أن تتجاوز الصين هذا الهدف نظرًا لحجمها الكبير كمصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري، مشددًا على ضرورة تسريع خفض الانبعاثات في الصين باعتبارها تمثل حوالي 30% من الانبعاثات العالمية.
الدعوة لتعزيز التقنيات النظيفة
حث غوتيريش الدول المتقدمة على تكثيف استثماراتها في الجيل القادم من التقنيات النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، لتحقيق مكاسب استراتيجية في منافسة الصين والحد من الانبعاثات، وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يشكل "رهانًا مهمًا" للدول الغربية لتحقيق تقدم ملموس في مكافحة تغير المناخ وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مؤكدًا أن الاستثمار في هذه التقنيات ضروري للحفاظ على استقرار البيئة والاقتصاد العالمي على حد سواء.
التعددية الدولية لا تزال قائمة
رغم المخاوف من عدم تحقيق أهداف المناخ، اعتبر غوتيريش أن قمة المناخ COP30 أظهرت قوة التعددية الدولية، حيث تمكن المجتمع الدولي من عقد اتفاق توافقي ودفع مسار التمويل البيئي رغم غياب الولايات المتحدة وضغوط صناعة الوقود الأحفوري.
وأضاف أن التعاون متعدد الأطراف يظل الأمل الأكبر للتصدي لتحديات تغير المناخ وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
مجموعة العشرين تتحدى "ترامب" وتتبنى إعلان المناخ
لماذا تستفيد الصين من غياب الولايات المتحدة عن قمة المناخ COP30؟
