إنفوجرافيك| الدول الرائدة في التسوق عبر الإنترنت

أغسطس ١٢, ٢٠٢٥

كشف تقرير حديث عن خريطة متفاوتة بشكل كبير لمدى تبني التجارة الإلكترونية حول العالم، مؤكدًا أن ثورة التسوق عبر الإنترنت لم تصل إلى جميع الدول بنفس الدرجة. وفي حين أن الإنتاج الزراعي العالمي قد وصل إلى مستويات قياسية، يظل الجوع حقيقة يومية لمليارات البشر. وتُظهر البيانات أن المشهد العالمي ينقسم إلى ثلاث طبقات واضحة: هيمنة مطلقة لعملاقين هما الولايات المتحدة والصين، وفئة متوسطة من الاقتصادات المتقدمة، ومساحة شاسعة للنمو في الأسواق الناشئة.

سيطرة الولايات المتحدة والصين على مشهد التسوق عبر الإنترنت

بحسب تقرير “نظرة عامة عالمية رقمية لعام 2025” الصادر عن “DataReportal”، تتربع الولايات المتحدة والصين على قمة هرم التسوق عبر الإنترنت، حيث تظهران تكاملًا عميقًا لمنظومة التجارة الإلكترونية في أسواقهما. وتتصدر الولايات المتحدة القائمة، حيث تتم نسبة 33.7% من إجمالي مشتريات التجزئة لديها عبر الإنترنت. وتأتي الصين في المرتبة الثانية بفارق ضئيل بنسبة 31.2%. هذه الأرقام تمثل ضعف ما سجلته العديد من الاقتصادات المتقدمة الأخرى، مما يؤكد هيمنة هاتين الدولتين على عادات الاستهلاك الرقمي العالمية.

وعلى الرغم من الأداء الاستثنائي في البلدان الرائدة، فإن المتوسط العالمي لانتشار التسوق عبر الإنترنت يبلغ 17.3% فقط. ويشير هذا الرقم إلى أن غالبية دول العالم لا تزال تعتمد بشكل أساسي على تجارة التجزئة التقليدية والمتاجر الفعلية. وتقع معظم الأسواق الرئيسية، مثل دول الاتحاد الأوروبي وأجزاء من آسيا، في الفئة المتوسطة، حيث تتراوح معدلات انتشار التسوق عبر الإنترنت لديها عمومًا بين 10% و25%. وهذا يدل على تزايد تبني الخدمات الرقمية، ولكنه لم يصبح بعد سلوكًا استهلاكيًا مهيمنًا.

مستقبل التسوق عبر الإنترنت في الاقتصادات الناشئة

تبقى العديد من الأسواق الناشئة أقل من المتوسط العالمي، وهو ما يعود غالبًا إلى تحديات لوجستية، أو فجوات في البنية التحتية الرقمية، أو انخفاض معدلات انتشار الإنترنت. ومع ذلك، تمثل هذه المناطق إمكانات هائلة وغير مستغلة، حيث يُتوقع أن تشهد نموًا كبيرًا في قطاع التسوق عبر الإنترنت في السنوات القادمة.

ويعتمد تحقيق هذا النمو على عاملين رئيسيين: التوسع المستمر في إمكانية الوصول إلى الهواتف المحمولة والإنترنت، وزيادة ثقة المستهلكين في أنظمة المدفوعات عبر الإنترنت. وفي حال تحسنت هذه العوامل، من المرجح أن يقفز التسوق عبر الإنترنت في هذه البلدان إلى مستويات جديدة. وبشكل عام، تُظهر خريطة التسوق عبر الإنترنت العالمية لعام 2024 بوضوح أن هذه الصناعة، رغم حجمها الهائل، لا تزال في مراحل نموها الأولى في أجزاء كبيرة من العالم.