يعيش السويديون واقعًا كئيبًا في في الشتاء، حيث أنه خلال شهر ديسمبر تشهد العاصمة ستوكهولم حوالي 6 ساعات فقط من ضوء النهار يوميًا، وفي بعض الأجزاء الشمالية من البلاد الواقعة داخل الدائرة القطبية الشمالية، بالكاد تشرق الشمس لأسابيع قليلة من فصل الشتاء.
وفي ظل ندرة الضوء هذه، تزداد شعبية تقليد ثقافي سويدي قديم يقام في يوم 13 ديسمبر من كل عام، يسمى “يوم لوسيا” أو “لوسياداجين”، فما الذي نعرفه عنه؟
احتفال سويدي بغياب الشمس
يحتفل السويديون في هذا اليوم بما يسمونه “قدوم النور في الظلام”، وتم اختيار يوم 23 ديسمبر تحديدًا لأنه وفقًا للتقويم اليولياني يمثل منتصف الشتاء، فيما يعرف بالانقلاب الشتوي.
تبدأ الاحتفالات في الصباح عندما يقود أحد الشباب موكبًا من الأولاد والبنات الصغار الذين يرتدون عباءات بيضاء كاملة الطول بأوشحة شريطية حمراء وهم يغنون الأغاني التقليدية.
تقليديًا، كانت “لوسيا” فتاة، ولكن أصبح من الشائع أن يؤدي أي شخص هذا الدور.
في وقت قريب ظهر لاعب كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بشخصية لوسيا.
ترتدي لوسيا تاجًا من الضوء في شعرها، إما شموعًا حقيقية أو كهربائية، تم وضعها في إكليل من الزهور فوق رأسها وهي تقود الموكب.
وتحيط بلوسيا مجموعة أخرى من حاملي الأكاليل الذين يحملون أيضًا شمعة، ومجموعة أخرى تحمل النجوم على العصي ويرتدون قبعات ورقية.
يشهد هذا الاحتفال حضورًا قويًا للأغاني، ومن أهمها تلك التي تُترجم كلماتها على النحو التالي: “”الليل يمشي بثقل.. حول الساحات والمساكن.. في أماكن لا تصلها الشمس.. تحضن الظلال.. تأتي إلى منزلنا المظلم.. تحمل شموعًا مضاءة.. القديسة لوسيا لوسيا، سانت لوسيا”.
تاريخ الاحتفال
يعود تقليد نشر النور والفرح بهذه الطريقة في السويد إلى مئات السنين، حيث تشيع أسطورة عن فتاة تدعى لوسيا جلبت الطعام للمسيحيين المختبئين في سراديب الموتى الرومانية، وأضاءت طريقها بإكليل من الزهور على ضوء الشموع على رأسها.
تم تسجيل المهرجان بشكله الأكثر حداثة لأول مرة في منزل بالسويد عام 1764، لكن هذه العادة رسخت نفسها بالفعل في القرن العشرين.
تقام الاحتفالات التي تستمر عادة حوالي 30 دقيقة في جميع أنحاء السويد.
وفي العاصمة ستوكهولم تشمل الأماكن الأكثر شهرة لمشاهدة الاحتفال كاتدرائية ستوركيركان التاريخية بالمدينة أو في كنيسة سيجلورا كيركان الخشبية التي يبلغ عمرها حوالي 300 عام، أو متحف سكانسن في الهواء الطلق، حيث يتم الاحتفال به منذ عام 1893.
السويد وفنلندا تودعان عقودًا من الحياد.. هكذا كانت رحلة الانضمام إلى الناتو