أصدرت محكمة الجنايات في مصر، اليوم الثلاثاء، حكمًا بالحبس لمدة عام مع الشغل بحق لاعب نادي بيراميدز رمضان صبحي، وذلك على خلفية اتهامه بالتورط في واقعة تزوير محررات رسمية بأحد معاهد السياحة والفنادق في منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، كما قضت المحكمة بحبس المتهم الثاني الذي أدى الامتحان بدلًا من اللاعب، وبراءة المتهم الثالث، في حين صدر حكم بالحبس عشر سنوات بحق المتهم الرابع الهارب.
وتعود تفاصيل القضية إلى شهر مايو الماضي، حين تم ضبط شخص داخل لجنة امتحان يؤدي الاختبار بدلًا من رمضان صبحي، وخلال مراجعة تحقيق الشخصية، اكتشفت إدارة المعهد عدم تطابق البيانات، ما دفعها للتحفظ على المتهم وتحرير محضر بالواقعة، وخلال التحقيقات، اعترف المتهم المضبوط بأنه حصل على مقابل مادي من اللاعب نظير دخوله اللجنة وأداء الامتحان نيابة عنه.
الحكم شكّل صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية، خاصة أن رمضان صبحي يُعد أحد أبرز لاعبي الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، وسبق له تمثيل المنتخب الوطني والاحتراف الخارجي، ما أعاد إلى الواجهة قضية تورط لاعبي كرة القدم في قضايا قانونية، فإن التاريخ الكروي مليء بقصص لاعبين واجهوا السجن بسبب جرائم مختلفة، تراوحت بين الاعتداءات والقيادة تحت تأثير الكحول، وصولًا إلى قضايا القتل والاعتداء الجنسي والتلاعب بنتائج المباريات، وفيما يلي أبرز هذه القضايا التي هزت عالم الساحرة المستديرة.
رينيه هيغيتا.. حارس «العقرب» خلف القضبان
كان رينيه هيغيتا، حارس المرمى الكولومبي الشهير، أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل بفضل أسلوبه الاستعراضي وركلة “العقرب” الشهيرة، إلا أن مسيرته تعرضت لهزة قوية عام 1993، عندما سُجن لمدة سبعة أشهر لتورطه في قضية اختطاف.
وبحسب موقع “Football Collective”، فإن هيغيتا قام بتسليم فدية، وهو ما يُعد جريمة يعاقب عليها القانون الكولومبي، رغم عدم تحقيقه أي مكاسب مالية من الواقعة، وتسبب سجنه في غيابه عن مباريات مهمة مع المنتخب الكولومبي، من بينها جزء من مشوار كأس العالم 1994، في تأكيد واضح على أن النجومية لا تحمي أصحابها من المساءلة القانونية.
جوي بارتون.. الموهبة المثيرة للجدل
اشتهر جوي بارتون بسلوكه العدواني بقدر شهرته كلاعب وسط في أندية مثل مانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد، وفي عام 2008، حُكم عليه بالسجن ستة أشهر، قضى منها 74 يومًا، بعد إدانته بالاعتداء والشجار إثر مشاجرة وقعت في مدينة ليفربول.
ورغم عودته إلى الملاعب بعد الإفراج عنه، بقيت هذه الحادثة علامة فارقة وسلبية في مسيرته، لتؤكد أن تصرفات اللاعبين خارج المستطيل الأخضر قد تترك أثرًا دائمًا على إرثهم الرياضي.
توني آدامز.. السقوط ثم العودة
قائد أرسنال السابق توني آدامز، وأحد أكثر المدافعين احترامًا في تاريخ الكرة الإنجليزية، واجه بدوره لحظة مظلمة خارج الملعب، ففي عام 1990، حُكم عليه بالسجن أربعة أشهر بعد تسببه في حادث سيارة أثناء القيادة تحت تأثير الكحول بشكل خطير.
ووفقًا لمجلة “FourFourTwo”، شكّلت فترة السجن نقطة تحول في حياة آدامز، حيث دفعته إلى مواجهة إدمانه والبدء في رحلة تعافٍ طويلة، عاد بعدها إلى كرة القدم وأصبح لاحقًا من أبرز المدافعين عن قضايا الصحة النفسية وإعادة التأهيل.
جورج بيست.. عبقرية ضاعت بسبب السلوك
يُعد جورج بيست أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ أيرلندا الشمالية، لكن مسيرته تلطخت بسلوكياته خارج الملعب، ففي عام 1984، واجه عقوبة سجن قصيرة بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، والاعتداء على ضابط شرطة، وعدم المثول أمام المحكمة.
طغت هذه المشكلات على موهبته الاستثنائية، لتتحول قصة بيست إلى تحذير دائم من أن الشهرة والموهبة لا تعوضان الانضباط الشخصي.
موسى سويبو.. التلاعب الذي أنهى المسيرة
شهدت مسيرة مدافع لينكولن سيتي السابق موسى سويبو منعطفًا خطيرًا عام 2015، عندما حُكم عليه بالسجن 16 شهرًا بتهمة التآمر لارتكاب الرشوة في قضية تلاعب بنتائج المباريات.
ورغم أن الجريمة لم تكن عنيفة، إلا أنها قضت عمليًا على مستقبله الكروي، وبعد الإفراج عنه، اتجه للعمل مع منظمات كرة القدم لتوعية اللاعبين بمخاطر الفساد، في محاولة لاستخلاص درس من التجربة.
برونو فرنانديز دي سوزا.. الجريمة التي أنهت كل شيء
يُعد حارس المرمى البرازيلي برونو فرنانديز دي سوزا أحد أكثر الأمثلة تطرفًا في سجل لاعبي كرة القدم، ففي عام 2013، أُدين بتورطه في اختطاف وقتل صديقته السابقة.
القضية دمرت مسيرته المهنية بالكامل، وأصبحت رمزًا للعواقب الكارثية للجريمة العنيفة، مهما بلغ صاحبها من شهرة أو موهبة.
روبينيو.. من نجم عالمي إلى سجين
واجه المهاجم البرازيلي روبينيو، الذي لعب لأندية كبرى مثل ريال مدريد وميلان ومانشستر سيتي، تدقيقًا قانونيًا دوليًا بعد الحكم عليه بالسجن تسع سنوات في إيطاليا بتهمة الاعتداء الجنسي.
تعود القضية إلى واقعة حدثت عام 2013 في ميلانو، حيث أُدين روبينيو وصديقه ريكاردو فالكو بالاعتداء على امرأة ألبانية في ملهى ليلي أثناء فترة لعبه مع ميلان، وفقًا لشبكة “ESPN”.
تم تأييد الحكم في عام 2022، وبعد نزاعات قانونية طويلة بين إيطاليا والبرازيل، بدأ روبينيو تنفيذ العقوبة في بلاده عام 2024، دون أي معاملة خاصة، كما صرح لاحقًا عن حياته داخل السجن.
مارادونا.. مواجهات قانونية دون سجن طويل
حتى أسطورة الكرة العالمية دييغو مارادونا لم يكن بمنأى عن المواجهات القانونية، ففي عام 1991، اعتُقل ليوم واحد في الأرجنتين بتهمة حيازة الكوكايين، ثم أُفرج عنه بكفالة وأُمر بالخضوع للعلاج.
وفي عام 1994، أدين بإطلاق النار على صحفيين، وصدر بحقه حكم بالسجن عامين و10 أشهر مع وقف التنفيذ، ما جنّبه دخول السجن فعليًا.
رونالدينيو.. أيقونة المتعة الكروية خلف القضبان مؤقتًا
وجد نجم برشلونة والمنتخب البرازيلي السابق رونالدينيو نفسه في مأزق قانوني مفاجئ عام 2020، بعدما أمضى 32 يومًا داخل أحد سجون باراغواي، إثر اتهامه بمحاولة دخول البلاد مستخدمًا جوازات سفر مزورة، وهي القضية التي شملت أيضًا شقيقه روبرتو.
وكان من الممكن أن يواجه رونالدينيو عقوبة سجن تصل إلى ستة أشهر، إلا أن السلطات قررت لاحقًا وضعه وشقيقه تحت الإقامة الجبرية في العاصمة أسونسيون، وذلك بعد دفع سندات مالية بلغت قيمتها 1.3 مليون جنيه إسترليني.
ووفقًا لما تم تداوله آنذاك، كان رونالدينيو يزور باراغواي بهدف افتتاح عيادة صحية متنقلة مجانية للأطفال، إلا أنه نفى بشكل قاطع استخدامه جواز سفر مزور، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بارتكاب أي مخالفة قانونية، في قضية سلطت الضوء على هشاشة الوضع القانوني حتى لأكثر نجوم كرة القدم شهرة.
داني ألفيس.. قضية هزّت برشلونة وانتهت بالبراءة
دخل النجم البرازيلي داني ألفيس في واحدة من أكثر القضايا القانونية إثارة للجدل في كرة القدم الحديثة، بعد أن أدين في فبراير 2024 باغتصاب شابة داخل ملهى ليلي في مدينة برشلونة، في واقعة تعود إلى ديسمبر 2022، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة أربع سنوات وستة أشهر.
واستند الحكم الابتدائي آنذاك إلى قناعة المحكمة بأن الأدلة المقدمة أثبتت عدم وجود موافقة من الضحية، وهو ما أدى إلى إدانته وسجنه.
لكن القضية شهدت تطورًا لافتًا لاحقًا، ففي 28 مارس 2025، ألغت محكمة إسبانية عليا الحكم الصادر بحقه، معتبرة أن الأدلة غير كافية، وهو القرار الذي اعتبره محاموه انتصارًا للعدالة في نهاية المطاف.
وقبل صدور حكم البراءة في مرحلة الاستئناف، وتحديدًا في مارس 2024، كان داني ألفيس قد أُفرج عنه بكفالة مالية قدرها مليون يورو، مع فرض مجموعة من الشروط الصارمة، شملت تسليم جوازي سفره البرازيلي والإسباني، ومنعه من مغادرة الأراضي الإسبانية، إضافة إلى حظر اقترابه من الضحية لمسافة ألف متر أو التواصل معها بأي وسيلة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
طفل هندي يحقق ما لم يحققه أحد قبله في مجال الشطرنج














