تحتفي الأمم المتحدة في 12 ديسمبر من كل عام باليوم الدولي للحياد؛ لتشجيع التمسك بمبادئ سيادة الدول وسلامتها الإقليمية وتقرير المصير، من خلال امتناع البلدان عن المشاركة في حرب مع بلدان أخرى، والحفاظ على موقف الحياد تجاه طرفي النزاع.
قدمت الحرب العالمية دليلًا واضحًا على صعوبة تبنّي موقف الحياد من بعض الصراعات، على الرغم من إعلان عدد كبير من الدول عدم مناصرتها لطرف على حساب الآخر في هذا الوقت.
كيف تخلّت الدول المحايدة عن حيادها في الحرب العالمية الثانية؟
بعد يومين من غزو ألمانيا لبولندا في سبتمبر 1939، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، واندلعت الحرب العالمية الثانية.
حاولت العشرات من الدول، التي لا تزال تتعافى من أهوال الحرب العالمية الأولى، البقاء على الحياد لتجنب الغزو وإراقة المزيد من الدماء.
وعلى الرغم من ذلك، لم يساعد إعلان الحياد في عزل هذه البلدان عن الصراع، خاصة المؤثرة في مسار النزاع جغرافيًا، وفقًا لديفيد وولنر، الأستاذ بكلية “ماريست” في الولايات المتحدة.
وقال “وولنر”: “حقيقة أن ساحل النرويج يمتد على بحر الشمال جعله منطقة ذات أهمية بالغة لكل من بريطانيا العظمى وألمانيا، مما أدى للغزو الألماني للدنمارك والنرويج في أبريل 1940، وإلى القرار البريطاني بالتدخل في الأراضي الدنماركية المحايدة في أيسلندا بعد ذلك بوقت قصير.”
ظلت 14 دولة فقط محايدة رسميًا طوال الحرب بأكملها، وهي السويد وسويسرا وإسبانيا والبرتغال وأيرلندا وتركيا واليمن والسعودية وأفغانستان، بالإضافة إلى دول أندورا وموناكو وليختنشتاين وسان مارينو ومدينة الفاتيكان.
لكن حتى تلك الدول التي تمكنت من البقاء خارج الحرب، مثل السويد وسويسرا، وجدت أن قدرتها على الحفاظ على الحياد الصارم تعوقها شدة الصراع، فاذطرت الدولتين للعب دور في الحرب.
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا في عام 1998، يرى المحللون أنه “يبدّد أسطورة وجود حياد في الحرب”، حيث كشف التقرير أن الدول المحايدة واصلت التجارة مع قوات الحلفاء وقوات المحور، وأرسلت قوات لتقديم المساعدة العسكرية.
تخلّوا عن الحياد في الخفاء
توصل التقرير إلى أن النازيين اشتروا مواد حربية مهمة من دول محايدة باستخدام الفرنكات السويسرية المكتسبة مقابل الذهب الذي نهبه النازيون من البلدان المحتلة ومن الضحايا الأفراد لمعسكرات الاعتقال.
شملت هذه المواد التنغستن من البرتغال وإسبانيا، وخام الحديد من السويد، وخام الكروميت من تركيا، وكلها مواد بالغة الأهمية للمجهود الحربي الألماني.
وعلى الرغم من أن الدول المحايدة غالبًا ما أشارت إلى الخوف من الانتقام الألماني كدافع لها للحفاظ على التجارة مع ألمانيا، فقد وجد التقرير أن الكثير منها استمر في التجارة مع ألمانيا حتى عام 1944.
وأشار التقرير أيضًا إلى تقديم مسعدات عسكرية من قبل الدول المحايدة، حيث أرسلت إسبانيا قوات إلى الجبهة الروسية لمساعدة القوات المسلحة الألمانية، فيما منحت البرتغال حق الوصول للبريطانيين إلى قواعدها في جزر الأزور، وسمحت السويد للقوات الألمانية عبر أراضيها بالوصول إلى فنلندا لمحاربة قوات الاحتلال السوفيتي، وكذلك لتسهيل احتلال النرويج.
غابة غريفينو الملتوية.. لغز بولندي “غير محلول” منذ الحرب العالمية الثانية
الدول التي فقدت أكبر عدد من الضحايا في الحرب العالمية الثانية
أهم 5 طائرات شاركت في الحرب العالمية الثانية