تحوي المملكة عشرات المتنزهات الوطنية المميزة بالمناطق كافة، وهو ما حفّز المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر إلى إنشاء برنامج خاص يعمل على تنمية هذه الموارد التي تأتي تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية للمملكة التي تجسدها رؤية 2030.
ما هو برنامج المتنزهات الوطنية؟
هو برنامج متخصص للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر حيث تم اعتماده لتطوير المتنزهات الوطنية وتنمية الغطاء النباتي فيها والعمل على استدامتها، حيث يهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، فضلًا عن دوره في تعزيز ثقافة العمل التطوعي والبيئي، ويُعد هذا البرنامج انعكاسًا لجهود المملكة ودورها في حماية الغطاء النباتي وتنميته وازدهاره، والحفاظ على المقومات الطبيعية للمتنزهات الوطنية.
أكثر من 300 متنزه
ويعمل البرنامج على تطوير المتنزهات الوطنية وتنمية الغطاء النباتي فيها، حيث يبلغ عددها الحالي أكثر من 300 متنزه وطني في كافة مناطق المملكة وتصنف حسب تنوعها الطبيعي كما يلي:
– متنزهات جبلية مثل متنزه جبل طخفه بين منطقتي الرياض والقصيم ويمتد على مساحة 50 مليون م2.
– متنزهات ساحلية مثل متنزه بحيرة ا̄صفر في محافظة الأحساء ويمتد على مساحة 326
مليون م2.
– المتنزهات الغابية مثل متنزه الجرة في عسير ويمتد على مساحة 12 مليون م2.
– المتنزهات البرية مثل متنزه السهل البري في منطقة القصيم ويمتد على مساحة 363 مليون م2.
سفح نهاية العالم
كما يحوي البرنامج كنوزًا من المتنزهات الوطنية حول المملكة مثل سفح نهاية العالم الذي يرجع تاريخه إلى نحو 180 مليون سنة، وكهف ابن رشيد الذي يضم قطعًا كلسية تتوهج عند تسليط الضوء عليها، وكذلك سد معاوية بن أبي سفيان أو سد سيسد الأثري الشهير، والمانجروف الذي ينمي بيئة المتنزهات الساحلية، ويجذب الأسماك والطيور، ويقلل التلوث، ويحمي الشواطئ من التآكل، كما تتنوع أنشطة البرنامج بين الفروسية والتخييم والمشي والسياحة وغيرها من الأنشطة الجاذبة.
تشجير 50+ مليون شجرة
وتضم مهام البرنامج خلال الفترة المقبلة خمسة محاور رئيسة، هي تطوير 100 متنزه وطني خلال 60 شهرًا حول المملكة، وإطلاق الإستراتيجية الوطنية للمتنزهات خلال عامين، وكذلك المساهمة الفعالة في مبادرة السعودية الخضراء عبر إدارة تشجير أكثر من 50 مليون شجرة، إضافة إلى إتاحة فرص العمل والاستثمار في مجالات السياحة والرياضة والأنشطة الصديقة للبيئة، كما تندرج ضمن مهام البرنامج توفير تجربة ممتعة في المتنزهات الوطنية عبر خدمة أكثر من مليوني زائر سنويًّا.
دور البرنامج في مكافحة التصحر
ولا شك أن تكامل الأدوار البيئية شيء ضروري، حيث يساهم البرنامج في مكافحة التصحر بدوره الفاعل في مبادرة السعودية الخضراء، حيث يهدف البرنامج إلى تطوير القدرات الفنية البشرية في مجال حماية الغطاء النباتي، و زيادة مساحة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، إضافة إلى استدامة إدارة الغابات والمراعي والمتنزهات الوطنية واستثمارها، وبناء ودعم قاعدة معرفية وبحثية وتقنية وتحفيز الابتكار في القطاع، وتعزيز الشراكة في كافة القطاعات والمجتمعات المحلية لتنمية الغطاء النباتي.
10 مليارات شجرة
وتُعد أبرز أهداف مبادرة “السعودية الخضراء” هي زراعة 10 مليارات شجرة بالإضافة إلى إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة لتحويل المملكة إلى بقعة خضراء واسعة الانتشار، وجاء اختيار هذا العدد في إطار خفض المملكة الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 طن سنويًا بحلول 2030، حيث صرّح خالد العبد القادر، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بقوله: “الأشجار هي النظام الذي تعتمده الطبيعة لاحتجاز الكربون، وكلما زرعت المزيد من الأشجار، تمكنت من احتجاز المزيد من الكربون”، وتابع: “هذه الأشجار ستساعد إلى جانب مساهمتها في احتجاز الكربون في التقليل من تأثير الجفاف والتصحر، لتتضامن مع ما يوفره المركز الإقليمي للإنذار المبكر من العواصف، والمركز الإقليمي للأرصاد الجوية من معلومات، في الاستعداد لمثل هذه الظواهر المناخية القاسية”.
أكبر برنامج تشجير في العالم
وكانت المملكة قد أطلقت أكبر برنامج تشجير في العالم بزراعة نحو 50 مليار شجرة ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لخفض انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، حيث لاقت دعم واستحسان قادة وزعماء العالم والمنطقة.