اعتقد علماء الأحياء لفترة طويلة أن القطط وصلت إلى أوروبا في أواخر العصور القديمة، أي من القرن الثالث إلى القرن السابع الميلادي، ولكن بعض الدراسات والجهود العلمية في السنوات الماضية، كشفت أنها بلغت القارة العجوز في وقت سابق لهذا بكثير.
متى بدأ الأوروبيون يستأنسون القطط؟
حدّد العلماء القط البري في الشرق الأدنى على أنه السلف المشترك لجميع القطط المستأنسة، وأنه تم تدجينها لأول مرة في الأناضول والمنطقة العربية منذ حوالي 10 آلاف عام.
يشير مصطلح تدجين القطط إلى تربية وتكييف أنواع معينة منها والعناية بها من قبل الإنسان، حتى تصبح صالحة للاستخدام البشري، ولتتحول من حيوان بريّ إلى مستأنس.
في عام 2016، وجد فريق من العلماء عظام قطط منزلية يبلغ عمرها حوالي 8 آلاف عام، بجانب التأكد من وجود قطط منزلية خلال الفترة الرومانية في منطقة شاسعة من أوروبا تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى شمال بولندا الآن.
قالت الباحثة في علم الوراثة، دانييلا بوبوفيتش، إن القطط ظهرت في أوروبا مع ظهور المزارعين الأوائل، حيث داجنت نفسها، إذ انجذبت إلى القوارض التي كانت تتغذى على المحاصيل.
وأضافت بوبوفيتش: “كان هؤلاء المزارعون الأوائل ممتنين لهذا الشكل المفيد لمكافحة الآفات، ونتيجة لذلك، وبفضل البشر، استعمرت القطط وسط أوروبا”.
غزت القطط أوروبا متنقّلة بالسفن
النظرية التقليدية هي أن القطط بدأت تنتشر في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط في العصور القديمة، متنقلة مع الإغريق والرومان.
كان بإمكان القطط القفز على متن السفن الأترورية واليونانية والفينيقية للوصول إلى جزر البحر الأبيض المتوسط الرئيسية مثل صقلية بحلول عام 1700 قبل الميلاد، وهبطوا في اليونان القديمة حوالي 1400 قبل الميلاد، ووصلوا إلى روما في حوالي 500 قبل الميلاد، وأيبيريا قبل العصر الروماني بحلول عام 400 قبل الميلاد.
بعد ذلك، أصبحت القطط شيئًا آخر تصدره الإمبراطورية الرومانية، حيث وصلوا إلى بريتانيا في حوالي 100 قبل الميلاد وجرمانيا بعدها.
وهناك أجزاء في أوروبا لم تعرف القطط إلا بعد ذلك بكثير، مثل أيرلندا في 900 ميلاديًا، وفي إسكتلندا من 500 إلى 800 ميلاديًا، فخلال ذلك الوقت، أخذ “الفايكنج” القطط في رحلاتهم الطويلة عبر أوروبا، مما ساعدهم على الانتشار أكثر.
أصول القطط المنتشرة في أوروبا
تشير الدراسات إلى أنه حدث تدجين ثانٍ منفصل في مصر منذ حوالي 3500 عام.، وتوقع العلماء أن تكون هذه المجموعة الثانية من أصناف القطط أكثر تروضًا واجتماعية.
أظهر التحليل الأخير للحمض النووي للقطط من 200 مصدر، بما في ذلك مصر والأناضول والمنطقة العربية، امتزاج كلا السلالتين مما أدى إلى القطط المستأنسة في العصر الحديث.
تشبه هذه القطط الأنواع المختلفة من القطط البرية التي لا تزال موجودة، باستثناء أنها أقل انفرادية وأكثر تسامحًا مع البشر والقطط الأخرى.
صديق القطط.. حكاية سعودي يكرس حياته لإنقاذ الحيوانات