مايو ٢٩, ٢٠٢٥
تابع
نبض
logo alelm
ما مصلحة الاحتلال من مفاوضات بلا اتفاق مع حماس؟

كشف الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، محمد عبد الواحد، عن أسباب إقدام الاحتلال على إجراء مفاوضات مع حركة حماس، حتى في غياب احتمالات واضحة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة.

وقال عبد الواحد خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن فتح باب المفاوضات يحفظ في المقام الأول أرواح الأسرى، لأن الاحتلال يخشى أن يتسبب غلق باب المفاوضات وتبديد الأمل في وجود اتفاق قد يدفع حماس إلى تغيير سلوكها من موقف تفاوضي إلى نهج أكثر تطرفًا، ما قد يعرض حياة الأسرى للخطر.

وأضاف الباحث أن “الخوض في المفاوضات يمنح الاحتلال صورة إيجابية أمام المجتمع الدولي، كطرف يسعى للحلول التفاوضية”. وأشار إلى أن “الاحتلال يسعى دائمًا لإلقاء مسؤولية عرقلة المفاوضات على حماس، حتى قبل انطلاقها، وذلك لترسيخ صورة ذهنية معينة تدعمها الآلة الإعلامية”.

وتابع عبد الواحد: “الدخول في مفاوضات يرضى اليمين المتطرف؛ فهو يظهر الاحتلال بمظهر المشارك في المسار التفاوضي دون أن يكون ملزمًا بالتوصل إلى اتفاق فعلي. وفي الوقت ذاته، تهدف هذه الخطوة إلى إرضاء قطاعات من الرأي العام الداخلي في الكيان المحتل، بما في ذلك عائلات الأسرى، من خلال إظهار أن الحكومة تبذل جهودًا دبلوماسية للإفراج عن ذويهم”.

الاختلاف بين مقترح بحبح وويتكوف

أوضح عبد الواحد أن المفاوضات الجارية بين الاحتلال وحركة حماس هي مفاوضات غير مباشرة، تتم برعاية قطر ومصر والمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم كونها شريكة في هذه المفاوضات، تمثل في الوقت ذاته طرفًا غير مباشر في الحرب من خلال دعمها العسكري للاحتلال، الأمر الذي اعتبره عبد الواحد “خللًا جوهريًا” في بنية المباحثات.

وفيما يتعلق بالمقترحات المطروحة لإنهاء الحرب، قال عبد الواحد: “رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني، بحبح، ينسق بشكل وثيق مع مبعوث الولايات المتحدة، ويتكوف، في كافة التفاصيل”. وأضاف أن “واشنطن كانت بحاجة إلى طرف إضافي، بمعزل عن قطر ومصر، ليكون قناة لتمرير المطالب الأمريكية بطريقة غير مباشرة”.

ووفقًا لعبد الواحد، فإن “مقترح بحبح يُعتبر أكثر إلزامًا لحماس، لكنه في المقابل يمنحها قدرًا من المرونة، إذ يتضمن مطالبة الولايات المتحدة بتقديم اعترافات معينة مقابل شروع حماس في تنفيذ التزاماتها”. وأشار إلى أن هذا الطرح هو ما دفع الحركة للموافقة عليه، متابعًا: “إلا أن الاحتلال يرفض بشكل قاطع أي مقترحات مطروحة حاليًا، وذلك في سعيها لتحقيق مكاسب جيوسياسية إضافية”.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي يوجه نصيحة مهمة للشباب

المقالة التالية

إنفوجرافيك| إحصاءات الأسرة السعودية.. أبرز الأرقام