ألقى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، خطابًا مُلهمًا أمام خريجي دفعة 2025 في جامعة برينستون الأمريكية، خلال الأسبوع الأخير من مايو، وشارك معهم تجربته الشخصية ومسيرته المهنية مشددًا على أهمية المخاطرة والمبادرة كركيزتين أساسيتين للنجاح.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إن أحد أكبر أخطائه المهنية كان نقطة انطلاق لمستقبله القيادي، مشيرًا أن “الجميع يرتكب الأخطاء لكن الخطأ الأكبر هو تجنب المخاطرة”.
وأوضح “باول” الذي بدأ مسيرته في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عام 2012 قبل أن يعينه دونالد ترامب رئيسًا في 2018 ويُعاد تعيينه من قبل جو بايدن في 2022، أن الشخص إذا لم يفشل من حين لآخر، فذلك يعني أنه لا يطلب من نفسه ما يكفي.
وشدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن “المبادرة هي وقود الحياة”، مضيفًا أن كثيرًا من نجاحاته يمكن ردّها إلى لحظات صغيرة قرر فيها أن يتحرك بنفسه.
ضمن خطابه، روى جيروم باول واقعة من حياته المهنية حين كان يعمل في شركة يرأسها السيناتور السابق نيكولاس إف برادي، حيث قرر أن يبادر ويصعد إلى مكتبه شخصيًا ليطلب لقاءً سريعًا، رغم أن ذلك بدا له تصرفًا “محفوفًا بالمخاطر ومحرجًا”.
اللقاء كان قصيرًا، لكنه ترك أثرًا كبيرًا، فبعد شهرين، تلقى عرضًا من برادي للعمل على مشروع، وبعد عام، عيّنه مساعدًا لوزير الخزانة، وهو ما فتح له لاحقًا باب عضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إن هذا الدور كان “بالغ التحدي” لكنه أيقظ فيه الرغبة في العمل العام، موضحًا أنه لولا تلك الخطوة “المبادِرة”، لما كان في موقعه اليوم.
وتحدث جيروم باول أيضًا عن أن مبادرات صغيرة في حياته الخاصة، مثل تقديم نفسه في مناسبات اجتماعية أو اتخاذ خطوات غير مضمونة، أدت إلى بناء صداقات عميقة وزواجه الذي يفتخر به، وقال: “في مثل هذه اللحظات نخاطر بالإحراج والرفض، لكن تلك المبادرات تصنع الحب والعمل والصداقة، وكل ما يجعل الحياة تستحق العيش”.
وختم باول رسالته بنصيحة شخصية قائلاً: “انطلق وانغمس في بحر المجازفة، وثق بنفسك، وخاطر.. عندما تسقط انهض وكرّر الدورة”.