حذر أطباء ووكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من أن ضعف المناعة يؤدي إلى وفاة حتى الأشخاص الذين تناولوا جرعتين من اللقاحات المضادة لكورونا.. فما قدر الحماية التي تتبقى في أجسامنا مع مرور الوقت؟
كيف يعمل الجهاز المناعي؟
دعونا نتخيل أن جهاز المناعة كقلعة من العصور الوسطى، يحيط بالقلعة جيش عدائي وعديم الرحمة من فيروسات كورونا المستميتة لاقتحامها.
دفاعك الأول هو جدار خارجي تحرسه مجموعة كبيرة من الرماة، هذه هي الأجسام المضادة المعادلة لجسمك، إذا تمكنوا من صد الجيش الفيروسي فلن تصاب بالعدوى.
لكن إذا انهارت الجدران وابتعدت الأجسام المضادة عن رماة السهام، فعندئذ يكون الفيروس موجودًا، لقد اقتحم القلعة وأنت الآن مصاب بعدوى.
لم نفقد كل شيء بعد.. لا تزال هناك قوات داخل الحصن في قلب القلعة، هذه هي خلايا الذاكرة “بي” والذاكرة “تي”، مثل الفرسان على ظهور الخيل يمكنهم حشد القوات وقيادة الشحنة المناعية وإرسال الغزاة المعادين للتعبئة.
تقوم لقاحات كوفيد بتدريب قوات جسمك -وهذا يشمل كلاً من الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة التي تتفاعل مع العدوى- لمواجهة فيروس كورونا، واحد على الأقل من هؤلاء المدافعين يتضاءل وهذه ليست مفاجأة.. يحدث هذا بعد كل لقاح أو عدوى.
ما فعله متحور دلتا
تقول البروفيسور إليانور رايلي، عالمة المناعة من جامعة إدنبرة: “هناك دليل جيد على أن الأجسام المضادة تتضاءل بمرور الوقت، وهو ما يتسبب في خلل واضح”.
وقد أدى ظهور المتحور “دلتا” إلى تفاقم تخلي الأجسام المضادة عن مواقعها، إذ إنه ينتشر بسرعة أكبر ويدخل أجسامنا بسهولة أكبر -وكأن جيشًا جديدًا احتشد أمام أسوار القلعة وجلب معه أسلحة أكثر فتكًا.
ربما تكون قد لاحظت تداعيات ذلك بالفعل، الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح ومع ذلك أصيبوا بكوفيد، وفقاً لبحث لم تنشر نتائجه بعد، فإن لقاح أسترازينكا قلل أيًا من أعراض كوفيد-19 بنسبة 66% بعد فترة قصيرة من تلقي الجرعة الثانية، بعد 5 شهور، انخفضت النسبة إلى 47%، أما بالنسبة للقاح فايزر، انخفضت النسبة من 90 إلى %.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
يمثل ذلك بالطبع مشكلة للحكومات التي تسعى إلى احتواء انتشار الفيروس، وما إذا كان الغزو الفيروسي سيتسبب في ضرر بالغ عندما يخترق الجسم ويسعى إلى تدميره أم لا، هذا يتوقف على خط الدفاع الثاني، وقد ضعفت الآن قدرة اللقاحات على الحيلولة دون جعل المصابين بالفيروس بحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفيات.
يزداد احتمال الحاجة إلى العلاج في المستشفى أو حتى الوفاة لدى كبار السن، الغالبية العظمى من الوفيات بين الأشخاص الذين تلقوا جرعتي اللقاح هي لأشخاص تزيد أعمارهم عن 70عامًا، لكن هذه المجموعة من الأشخاص تظل في وضع أفضل بكثير من غيرهم ممن هم في أعمار مماثلة ولكنهم رفضوا تلقي اللقاح، أما احتمال الحاجة إلى العلاج في المستشفى أو الوفاة فهو أقل لدى الفئات العمرية الأصغر ممن تلقوا جرعتي اللقاح.
اقرأ أيضًا
لماذا تُصِر Pfizer على الاحتفاظ بسرية تركيبة لقاح كورونا؟