في خطوة تعكس سباقًا متسارعًا نحو الطاقة النظيفة، أعلنت أمازون عن استثمارها في تطوير مفاعلات نووية صغيرة، وذلك بعد يومين فقط من إعلان مشابه من شركة جوجل.
تأتي هذه الخطوة من كلتا الشركتين العملاقتين لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء الخالية من الكربون لتشغيل مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، في ظل التزاماتها بخفض الانبعاثات.
التحول إلى الطاقة النووية
في ظل زيادة استهلاك الكهرباء بشكل غير مسبوق، ترى أمازون وجوجل في الطاقة النووية حلاً استراتيجيًا للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد.
وتستهدف الشركتان استخدام مفاعلات نووية صغيرة كوسيلة لتوفير الكهرباء النظيفة، والتي لا تنتج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يساعد على مواجهة التغير المناخي وتلبية احتياجات مراكز البيانات، التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة.
وقد شهد العالم خلال العام الماضي استخدامًا للكهرباء بأعلى مستوياته، ما تسبب في ضغوط كبيرة على شبكات الكهرباء العالمية.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز استهلاك مراكز البيانات وحدها 1000 تيراواط في الساعة بحلول عام 2026، أي ما يزيد عن ضعف ما كان عليه في عام 2022.
لماذا مفاعلات الطاقة النووية الصغيرة؟
تقدم المفاعلات النووية الصغيرة – التي تهدف كل من أمازون وجوجل إلى الاستثمار فيها- حلولاً مبتكرة في توليد الطاقة، فهي أقل تكلفة وتستغرق وقتًا أقصر في البناء مقارنة بالمفاعلات التقليدية.
ويهدف المطورون إلى بدء إنتاج الكهرباء النووية من هذه المفاعلات بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، بشرط الحصول على الموافقات التنظيمية.
وصرح دوج ترو، كبير مسؤولي الطاقة النووية في معهد الطاقة النووية، بأن هذه المفاعلات تتناسب مع التطبيقات الصناعية المختلفة، بما في ذلك مراكز البيانات والمصانع الجديدة، وذلك بفضل قدرتها على توفير طاقة موثوقة ومساحات أصغر للتشغيل.
استثمارات الشركات العملاقة في الطاقة النووية
أكد كيفن ميلر، نائب رئيس مراكز البيانات في أمازون ويب سيرفيسز، على أهمية الاستثمار في الطاقة النووية المتقدمة.
وأشار إلى أن الطلب المتزايد على الطاقة ناتج عن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي وزيادة الحاجة إلى الكهرباء النظيفة.
ومن جهة أخرى، أعلنت جوجل عن توقيع عقد لشراء الطاقة النووية من عدة مفاعلات نووية صغيرة تطورها شركة كايروس باور، مع توقع تشغيل أول مفاعل بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المفاعلات في توفير 500 ميغاواط من الطاقة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف جوجل في التحول إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
الطريق نحو صفر انبعاثات
تسعى كل من أمازون وجوجل إلى تحقيق صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2040 و2030 على التوالي.
وقد نجحت جوجل بالفعل في موازنة 100% من استهلاكها العالمي للكهرباء مع مشتريات الطاقة المتجددة سنويًا.
وفي المقابل، أعلنت أمازون عن تحقيق هدف موازنة استهلاكها الكهربائي في أوائل 2023، لكنها تواجه تحديات في تقليل الانبعاثات المباشرة.
المصدر:
AP