توصّل علماء دراسة المناخ إلى أن محاربة تلوث الهواء سينتج عنها رفع درجة حرارة الكوكب لمستويات أعلى.
وينطلق هذا الاستنتاج من النظرية التي تقول إن وجود الهواء الملوث يحمينا من قوة الشمس الكاملة.
ووجد العلماء أن القضاء على تلوث الهواء الذي يقتل ملايين الأشخاص سنويًا، سيؤدي إلى تسريع تغير المناخ.
الحرب على التلوث
بات الاتجاه العالمي مؤخرًا يزداد نحو خفض نسب التلوث، وتقليل الأسباب التي تؤدي إليه، بحسب رويترز.
ووفق البيانات الصينية والدراسات الصحية تبذل الصين جهودًا للقضاء على التلوث الناجم عن ثاني أكسيد الكبريت.
وساهمت الجهود في خفض انبعاثات العنصر الذي ينبعث من محطات الفحم، بنسبة تقارب 90% وأنقذت مئات الآلاف من الأرواح.
ولكن إزالة هذه الطبقة السامة التي تساهم في توزيع أشعة الشمس وحجب جزء كبير منها، أدت إلى رفع درجات الحرارة.
وزادت درجة الحرارة في الصين بمقدار0.7 درجة مئوية منذ عام 2014، مما أدى إلى موجات حارة أكثر شراسة.
وتقول عالمة كيمياء الغلاف الجوي في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، باتريشيا كوين، إن تنظيف الهواء من الملوثات يزيد من ارتفاع درجات الحرارة.
وحذر الخبراء من أن بعض مناطق العالم الأخرى الأشد تلوثًا مثل الهند والشرق الأوسط ستشهد ارتفاعات مماثلة، إذا سارت على نهج الصين في التخلص من ملوثات الهواء.
ارتفاعات كارثية
وتتصاعد مخاوف العلماء من الاتجاهات نحو تحسين جودة الهواء، التي ستؤدي إلى تأثيرات لا رجعة فيها.
ويقول عالم الفيزياء البيئية، باولو أرتاكسو، إن التلوث الجوي يحجب ثلث ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وأضاف: “تقنيات تنظيف الهواء ستؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل كبير على المدى القصير”.
وخلص تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ 2021، أنه لولا درع ثاني أكسيد الكبريت، كانت درجة حرارة الكوكب ارتفعت بالفعل بمقدار 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وهذا التوقع يتنافى مع الأهداف العالمية بخفض درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، في ظل المستوى الحالي عند 1.1 درجة.
هل يتوقف العالم عن مكافحة تلوث الهواء؟
وفق ما جمعته رويترز من بيانات لعديد من خبراء المناخ حول العالم، فهذا الأمر غير وارد الحدوث، خصوصًا وأن تلوث الهواء يتسبب في نحو 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا، أغلبها في البلدان الفقيرة.
وبدلًا من ذلك، يقترح العلماء التوسع في تقليل الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحديدًا الميثان.
وهذه الطريقة ستعوّض النتائج السلبية للقضاء على التلوث على المدى القصير.
ولكن علماء آخرين وضعوا تصورات حول حقن نسب من غاز الكبريت في الهواء للمساهمة في تبريد درجات الحرارة.
ولكن هذا الاقتراح الذي يأتي تحت مسمى “إدارة الإشعاع الشمسي” قد ينتج عنه عواقب غير مقصودة.
ما هي أبراج تنقية الهواء؟ وهل تنجح في حل مشكلة التلوث؟
الزيادة المتوقعة في متوسط الأعمار إذا تمت السيطرة على التلوث